يعني مغفرة لذنوبهم وثواب حسن في الجنة ويقال الفتوح والغنيمة قال ابن عباس في قوله * (أولئك هم المؤمنون حقا) * قال المؤمن مؤمن حقا والكافر كافر حقا سورة الأنفال 5 - 6 قوله تعالى * (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون) * قال القتبي معناه كراهتهم فيما فعلته في الغنائم ككراهتهم الخروج معك ويقال معناه أولئك هم المؤمنون حقا " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن كان فريقا من المؤمنين لكارهون " فكذلك ننفل الغنيمة لمن نشاء وإن كرهوا ذلك ويقال هذا ابتداء القصة ومعناه إمض على وجهك كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون قوله تعالى * (يجادلونك في الحق) * وكان هذا بعد خروجه إلى بدر وكانت غزوة بدر في السنة الثانية من مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وفي تلك السنة حولت القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام وكانت غزوة بدر في شهر رمضان وكانت قصته أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه أن عير قريش خرجت من الشام فيهم أبو سفيان بن حرب ومخرمة بن نوفل في أربعين رجلا من تجار قريش ويقال أكثر من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه هذه عير أبي سفيان قد أقبلت فأخرجوا إليها فلعل الله أن ينفلكموها على جهادكم وتتقووا بها على عدوكم فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين من جهينة حليفين في الأنصار بأن ينظرا ويأتيا بخبر العير فخرجا وأتيا وادي الصفراء وهي منزل من أحد على طريق الشام فقالا لأهل الصفراء هل أحسستم من أحد فقالوا لا فخرجا فمرا بجاريتين تتلازمان فقالت إحداهما للأخرى إقضيني درهما لي عليك فقالت لا والله ما عندي اليوم ولكن عير قريش نزلت بموضع كذا يقدمون غدا فأعمل لهم فأقضيك درهمك فسمع الرجلان ما قالت الجاريتان فرجعا وأخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فجاء أبو سفيان بن حرب حين أمسى الصفراء فقال لأهل الصفراء هل أحسستم من أحد قالوا لا إلا رجلين نزلا عند هذا الكثيب ثم ركبا فرجع أبو سفيان إلى ذلك الموضع فرأى هناك بعر الإبل فأخذ بعرة ففتها فوجد فيه النوى فقال علائف أهل يثرب واللات والعزى فأرسل من الطريق ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة يخبرهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد اعترض لعيركم فأدركوها وكانت عاتكة بنت عبد المطلب رأت قبل أن يقدم ضمضم بن عمرو بثلاثة أيام في
(٥)