تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٤
واستولينا عليه فأنزل الله تعالى * (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) * فقسم النبي صلى الله عليه وسلم بينهم عن فواق أي عن سواء وروى أسباط عن السدي قال كانت الأنفال لله ورسوله فنسخ بقوله * (فأن لله خمسه وللرسول) * [الأنفال: 41] وعن عكرمة ومجاهد مثله قوله تعالى * (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) * يعني إخشوا الله وأطيعوه في أمر الغنيمة وأصلحوا ما بينكم من الاختلاف في الغنيمة * (وأطيعوا الله ورسوله) * يعني في أمر الصلح والغنيمة * (إن كنتم مؤمنين) * يعني إن كنتم مصدقين ويقال معناه اتركوا المراء في أمر الغنيمة إن كنتم مصدقين ثم نعت المؤمنين المصدقين فقال الله تعالى * (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) * ويقال إنما المصدقون الذين إذا أمروا بأمر في أمر الغنيمة وغيرها من قبل الله تعالى خافت قلوبهم ويقال إنما المصدقون * (الذين إذا ذكر الله) * أي ذكر عندهم أمر الله ويقال الذين إذا أمروا بأمر من الله * (وجلت قلوبهم) * يعني قبلت قلوبهم فسمى قبول القلوب وجلا لأن بالوجل يثبت القبول لأنهم وجلوا عقوبة الله تعالى فقبلوه ثم قال * (وإذا تليت عليهم آياته) * يعني إذا قرئت عليهم آياته بالأمر والنهي في أمر الصلح وغيره * (زادتهم إيمانا) * يعني تصديقا ويقينا وقال الضحاك يعني زادتهم تصديقا بحكم الناسخ مع تصديقهم بالمنسوخ وقال الزجاج تأويل الإيمان التصديق فكل ما تلي عليهم من عند الله تصديقا صدقوا به فزادهم تصديقا فذلك زيادة إيمانهم وروي عن ابن عباس أنه قال زادتهم تصديقا بالفرائض مع تصديقهم بالله * (وعلى ربهم يتوكلون) * يعني يفوضون أمرهم إلى الله ويثقون به ولا يثقون بما في أيديهم من الغنائم ويعلمون أن الله رازقهم ثم قال الله تعالى * (الذين يقيمون الصلاة) * يعني يتمونها في مواقيتها بركوعها وسجودها * (ومما رزقناهم ينفقون) * يعني يتصدقون مما أعطيناهم من الأموال وينفقونها في طاعة الله قوله تعالى * (أولئك هم المؤمنون حقا) * يعني أهل هذه الصفة هم المؤمنون الموحدون * (حقا) * صدقا وهم المصدقون * (لهم درجات عند ربهم) * يعني فضائل عند ربهم في الآخرة ويقال لهم منازل في الرفعة على قدر أعمالهم * (ومغفرة ورزق كريم) *
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»