تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٥
وقال يعني الإيمان بجميع الأنبياء " ويخشون ربهم " يعني يمتنعون عما نهاهم الله تعالى عنه والخشية من الله الامتناع عن المحرمات والمعاصي " ويخافون سوء الحساب " يعني شدة الحساب قوله " والذين صبروا " يعني صبروا عن المعاصي وصبروا عن أداء الفرائض وصبروا على المصائب والشدائد وصبروا على أذى الكفار والمنافقين " ابتغاء وجه ربهم " يعني صبروا على ما ذكر ابتغاء مرضاة الله تعالى * (وأقاموا الصلاة) * يعني أتموها بركوعها وسجودها في مواقيتها " وأنفقوا مما رزقناهم " يعني من الأموال * (سرا وعلانية) * يعني يتصدقون في الأحوال كلها ظاهرا وباطنا ويقال مرة يتصدقون سرا مخافة الرياء ومرة يتصدقون علانية لكي يقتدى بهم ويقال يتصدقون صدقة التطوع في السر ويتصدقون صدقة الفريضة في العلانية " ويدرؤون بالحسنة السيئة " يقول يدفعون بالكلام الحسن السيئة يعني الكلام القبيح فهذا كله صفة ذوي الألباب وهم الذين استجابوا لربهم ثم بين ثوابهم ومرجعهم في الآخرة فقال " أولئك لهم عقبى الدار " يعني هؤلاء لهم الجنة وهم المهاجرون والأنصار ومن كان في مثل حالهم إلى يوم القيامة ثم قال تعالى " جنات عدن يدخلونها ومن صلح " يعني ومن آمن وأطاع الله تعالى " من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم " يدخلون أيضا جنات عدن وهذا كقوله * (ألحقنا بهم ذريتهم) * [الطور: 21] " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب " ويسلمون عليهم ويقولون لهم " سلام عليكم بما صبرتم " على أمر الله تعالى وطاعته " فنعم عقبى الدار " يعني نعم العاقبة الجنة فقد بين حال الذين استجابوا لربهم والذين يعلمون أن الذي أنزل إليك هو الحق ثم بين حال الذين لم يستجيبوا له وهم الذين ينقضون الميثاق فقال تعالى " والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه " يعني من بعد تأكيده وتغليظه يعني بعد إقرارهم بالتوحيد يوم الميثاق * (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) * يعني الأرحام ويقال الإيمان بالنبيين * (ويفسدون في الأرض) * بالدعاء إلى عبادة غير الله تعالى أي عبادة الأوثان " أولئك لهم اللعنة " يعني يلعنهم في الدنيا والآخرة " ولهم سوء الدار " يعني سوء المرجع ويقال " لهم اللعنة " يعني هم مطرودون من رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة " ولهم سوء الدار " يعني عذاب النار في الآخرة سورة الرعد 26 قوله تعالى " الله يبسط الرزق لمن يشاء " يعني يوسع الرزق لمن يشاء من عباده " ويقدر " يعني يقتر في الرزق يعني يختار للغني الغنى وللفقير الفقر في رزق الله تعالى لأنه يعلم أن صلاحه فيه وروي عن ابن عباس أنه قال إن الله تعالى خلق الخلق وهو بهم
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»