تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٢
وسجود الظل دورانه ويقال ظل المؤمن يسجد معه وظل الكافر يسجد لله تعالى إذا سجد الكافر للصنم * (بالغدو والآصال) * يعني أول النهار وآخره وقال أهل اللغة الأصيل ما بين العصر إلى المغرب وجمعه أصل والآصال جمع الجمع سورة الرعد 16 - 17 قوله تعالى " قل من رب السماوات والأرض " يعني قل يا محمد لأهل مكة من خالق السماوات والأرض فإن أجابوك وإلا ف * (قل الله) * ثم قال " قل أفاتخذتم من دونه أولياء " يعني أفعبدتم غيره " لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير " أي كما لا يستوي الأعمى والبصير كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن ويقال * (الأعمى) * الجاهل الذي لا يتفكر ولا يرغب في الحق * (والبصير) * العالم الذي يتفكر ويرغب في الحق " أم هل تستوي الظلمات والنور " أي كما لا تستوي الظلمات والنور فكذلك لا يستوي الإيمان والكفر قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر * (يستوي) * بلفظ التذكير وقرأ الباقون بالتاء بلفظ التأنيث لأن تأنيثه ليس بحقيقي فيجوز أن يذكر ويؤنث ولأن الفعل مقدم على الاسم ثم قال " أم جعلوا لله شركاء " يعني بل جعلوا لله شركاء من الأصنام ويقال معناه أجعلوا لله شركاء والميم صلة ثم قال " خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم " يعني هل خلق الأوثان خلقا كما خلق الله فاشتبه عليهم خلق الله تعالى من خلق غيره فلما ضرب الله مثلا لآلهتهم سكتوا قال الله تعالى " قل الله خالق كل شيء " قل يا محمد الله عز وجل خالق جميع الموجودات " وهو الواحد القهار " يعني الذي لا شريك له القاهر لخلقه القادر عليهم ثم ضرب الله تعالى مثلا للحق والباطل لأن العرب كانت عادتهم أنهم يوضحون الكلام بالمثل وقد أنزل الله تعالى القرآن بلغة العرب فأوضح لهم الحق من الباطل بالمثل فقال * (أنزل من السماء ماء) * يعني المطر " فسالت أودية بقدرها " يعني سال في الوادي الكبير بقدره وفي الوادي الصغير بقدره فشبه القرآن بالمطر وشبه القلوب بالأودية وشبه الهدى بالسيل " فاحتمل السيل زبدا رابيا " يعني عاليا على الماء فشبه الزبد بالباطل يعني احتملته القلوب
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»