على كل نفس بأرزاقهم وأطعمتهم كالذين يصفون أن لي شريكا معناه لا تكون عبادة الله كعبادة غيره " قل سموهم " يعني قل يا محمد سموا هؤلاء الشركاء يعني سموا دلائلهم وبراهينهم وحججهم ويقال سموا منفعتهم وقدرتهم ثم قال " أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض " يعني تخبرونه بما علم أنه لا يكون ويقال معناه أتشركون معه جاهلا لا يعلم ما في الأرض ويقال معناه أتخبرون الله بشيء لا يعلم من آلهتكم يعني يعلم الله أنه ليس لها في الأرض قدرة " أم بظاهر من القول " يعني أتقولون قولا بلا برهان ولا حجة ويقال بباطل من القول يعني إن قلتم إن لها قدرة لقلتم باطلا وقال قتادة الظاهر من القول الباطل وكذلك قال مجاهد ثم قال " بل زين للذين كفروا مكرهم " يقول ولكن زين للذين كفروا من أهل مكة كفرهم وقولهم الشرك " وصدوا عن السبيل " قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو " وصدوا عن السبيل " بنصب الصاد يعني إن الكافرين صدوا الناس عن دين الله الإسلام وقرأ الباقون * (وصدوا) * بضم الصاد على فعل ما لم يسم فاعله مثل قوله * (فزين لهم) * [فاطر: 8] ثم قال * (ومن يضلل الله) * يعني من يخذله الله عن دينه الإسلام ولا يوفقه " فما له من هاد " يعني ما له من مرشد إلى دينه غير الله تعالى قوله تعالى " لهم عذاب في الحياة الدنيا " يعني لهم في الدنيا الشدائد والأمراض ويقال عند الموت ويقال القتل على أيدي المسلمين والغلبة عليهم " ولعذاب الآخرة أشق " يعني أشد " وما لهم من الله من واق " يعني ملجأ يلجؤون إليه يقيهم من عذاب الله سورة الرعد 35 - 37 قوله تعالى " مثل الجنة التي وعد المتقون " قال بعضهم المثل هنا أراد به الصفة ولم يرد به التشبيه لأنه قد ذكر من قبل حديث الجنة وهو قوله تعالى " للذين استجابوا لربهم الحسنى " [الرعد: 18] وقال بعد ذلك " جنات عدن يدخلونها " [الرعد: 23] ثم بين ها هنا صفة الجنة يعني صفة الجنة " التي وعد المتقون " الذين يتقون الشرك والفواحش روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقرأ " أمثال الجنة التي وعد المتقون " يعني صفاتها وأحاديثها " تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم " يعني حملها ونعيمها لا ينقطع عنهم أبدا " وظلها "
(٢٢٩)