تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٢١٥
سورة الرعد وهي أربعون وخمس آيات كلها مكية غير آيتين قوله تعالى " ولا يزال الذين كفروا " " ومن عنده علم الكتاب " ويقال كلها مكية سورة الرعد 1 - 2 قوله تعالى * (المر) * قال ابن عباس أنا الله أعلم وأرى ويقال معناه أنا الله أعلم وأرى ما تحت العرش إلى الثرى وما بينهما ويقال أنا الله أعلم وأرى ما لا يعلم الخلق وما لا يرى ويقال أنا الله أعلم وأرى ما يعملون ويقولون ويقال هذا قسم أقسم الله به * (تلك آيات الكتاب) * قال قتادة يعني التي قبل القرآن من التوراة والإنجيل * (والذي) * يعني القرآن * (أنزل إليك من ربك الحق) * يعني الكتب التي قبل القرآن والقرآن الذي أنزل إليك كله من الله تعالى وهو الحق والإيمان به واجب وقال ابن عباس * (تلك آيات الكتاب) * يعني تلك آيات القرآن ومعناه هذه آيات الكتاب " والذي أنزل من ربك هو الحق " يعني القرآن ويقال * (تلك آيات الكتاب) * يعني الأحكام والحجج والدلائل * (والذي أنزل إليك) * يعني جبريل ليقرأ عليك من ربك الحق يعني اتبعوه واعملوا به * (ولكن أكثر الناس) * يعني أهل مكة * (لا يؤمنون) * يعني لا يصدقون أنه من الله تعالى فلما ذكر أنهم لا يؤمنون بين في الدلائل التي توجب التصديق بالخالق فقال تعالى * (الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها) * يعني ليس لها عمد ترونها يعني بلا عمد تبصرونها وهذا قول الحسن وقتادة وقال ابن عباس وسعيد بن جبير معناه لها عمد ولكن لا ترونها يعني أنتم ترونها بغير عمد في المشاهدة ولكن لها عمد وكلا التفسيرين معناهما واحد لأن من قال إن لها عمدا ولكن لا ترونها يقول العمد هو قدرة الله تعالى التي تمسك السماوات والأرض * (ثم استوى على العرش) * قال ابن عباس كان فوق العرش حين خلق السماوات والأرض وقد ذكرناه من قبل * (وسخر الشمس والقمر) * يعني ضوء الشمس بالنهار وضوء
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»