تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ١٥٦
نصدقك بأنك رسول الله * (إن نقول إلا اعتراك) * يعني ما نقول إلا أصابك * (بعض آلهتنا بسوء) * يعني إعتراك من بعض الأوثان الخبل والجنون فاجتنبها سالما ويقال أن نقول لك إلا نصيحة كيلا يصيبك بعض آلهتنا بشدة فرد عليهم هود عليه السلام ف * (قال إني أشهد الله واشهدوا) * أنتم " أني بريء مما تشركون من دونه " من الأوثان * (فكيدوني جميعا) * يعني اعملوا بي أنتم وآلهتكم ما استطعتم واحتالوا في هلاكي * (ثم لا تنظرون) * أي لا تمهلون ثم قال * (إني توكلت على الله) * يعني فوضت أمري إلى الله * (ربي وربكم) * يعني خالقي وخالقكم ورازقي ورازقكم * (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) * يعني هو قادر عليها يحييها ويميتها وهو يرزقها وهي في ملكة وسلطانه ثم قال * (إن ربي على صراط مستقيم) * يعني على الحق فإن كان هو قادرا على كل شيء فإنه لا يشاء إلا العدل وقال مجاهد * (إن ربي على صراط مستقيم) * يعني على الحق ويقال * (على صراط مستقيم) * يعني بيده الهداية وهو يهدي إلى صراط مستقيم وهو دين الإسلام ويقال يدعوكم إلى طريق الإسلام ويقال معناه أمرني ربي أن أدعوكم إلى صراط مستقيم سورة هود 57 * (فإن تولوا) * يعني إن تتولوا ومعناه إن أعرضتم عن الإيمان فلم تؤمنوا وهذا كقوله * (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم) * [محمد: 38] ثم قال * (فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم) * يعني إن تتولوا فأنا معذور لأني قد أبلغتكم الرسالة * (ويستخلف ربي قوما غيركم) * إن شاء ويقال قد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم من التوحيد ونزول العذاب في الدنيا * (ويستخلف ربي) * بعد هلاككم * (قوما غيركم) * يعني خيرا منكم وأطوع لله تعالى * (ولا تضرونه شيئا) * يعني إن لم تؤمنوا به فلا تنقصون من ملكه شيئا ويقال إهلاككم لا ينقصه شيئا " إن ربي على كل شيء حفيظ " يعني حافظا لا يغيب عنه شيء ويقال معناه حفظ كل شيء عليه سورة هود 58 - 60
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»