تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ١٥٤
وقرأ أبو عمرو * (فلا تسألني) * بإثبات الياء بغير تشديد وهو الأصل في اللغة وقرأ ابن كثير * (فلا تسألن) * بنصب النون والتشديد بغير ياء ويكون معناه التأكيد في النهي وقرأ ابن عامر ونافع في رواية قالون * (فلا تسألن) * بالكسر بغير ياء مع التشديد وقرأ نافع في رواية ورش * (فلا تسألني) * بالياء مع التشديد ثم قال * (إني أعظك) * أي أنهاك * (أن تكون من الجاهلين) * يعني ممن يترك أمري ويقال من المكذبين بقدرة الله تعالى وقضائه " قال " نوح عليه السلام * (رب إني أعوذ بك) * يعني أعتصم وأمتنع بك * (أن أسألك ما ليس لي به علم) * يعني إحفظني بعد اليوم لكيلا أسألك ما ليس به علم * (وإلا تغفر لي وترحمني) * يعني إن لم تغفر لي ولم ترحمني * (أكن من الخاسرين) * أي أكن من المغبونين سورة هود 48 قوله تعالى * (قيل يا نوح اهبط بسلام منا) * يعني إنزل من السفينة مسلما من عذابنا وغرقنا ويقال بسلامي عليك كما قال * (سلام على نوح في العالمين) * [الصافات: 79] * (وبركات) * يعني وسعادات * (عليك وعلى أمم ممن معك) * يعني الذين كانوا معه في السفينة * (وأمم سنمتعهم) * يعني من كان من أهل الشقاء سنمتعهم في الدنيا * (ثم يمسهم) * يعني يصيبهم * (منا عذاب أليم) * في الآخرة وقال مقاتل إهبط من السفينة بسلام منا فسلمه الله ومن معه من الغرق * (وبركات عليك وعلى أمم ممن معك) * يعني بالبركة أنهم توالدوا وكثروا * (وأمم سنمتعهم) * وهم قوم هود وشعيب ولوط وقال محمد بن كعب القرظي في قوله " إهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمعتهم ثم يمسهم منا عذاب أليم " قال دخل في السلام والبركة كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة ودخل في المتاع والعذاب كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة ويقال إنهم لما خرجوا من السفينة بنوا مدينة وسموها مدينة الثمانين ويقال ماتوا كلهم ولم يكن منهم نسل إلا من أولاد نوح عليه السلام وكان له ثلاثة بنين سام وحام ويافث سوى الذي غرق كما قال في موضع آخر * (وجعلنا ذريته هم الباقين) * [الصافات: 77] سورة هود 49 قوله تعالى * (تلك من أنباء الغيب) * يعني ما سبق من ذكر نوح وقومه يعني من أخبار الغيب يعني أحاديث ما غاب عنك فكان في إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن قصته دلالة نبوته لأنه لا
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»