تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ١٣٥
بالنصب والتشديد وكذلك في قوله * (ننج) * المؤمنين ومعناها واحد نجيته وأنجيته سورة يونس 104 - 107 ثم قال عز وجل * (قل يا أيها الناس) * يعني يا أهل مكة وذلك حين دعوه إلى دين آبائهم فقال * (إن كنتم في شك من ديني) * الإسلام وترجون أن أرجع إلى دينكم وأترك هذا الدين فلا أفعل ذلك وهو قوله * (فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله) * من الآلهة ويقال معناه إن كنتم في شك من ديني فأنا مستيقن في دينكم ومعبودكم أنهما باطلان * (فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله) * * (ولكن أعبد الله) * يعني أوحده وأطيعه * (الذي يتوفاكم) * يعني يميتكم عند انقضاء آجالكم * (وأمرت أن أكون من المؤمنين) * يعني مع المؤمنين على دينهم ولا أرجع عن ذلك قوله تعالى * (وأن أقم وجهك) * يعني إن الله تعالى قال لي في القرآن أن أخلص عملك ودينك * (للدين حنيفا) * يعني إستقم على التوحيد مخلصا * (ولا تكونن من المشركين) * أو يقال وأمرت أن أكون من المسلمين إلى ها هنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك للكفار وقد تم الكلام إلى هذا الموضع ثم قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بهذا أمرتك * (وأن أقم وجهك للدين حنيفا) * يعني وأمرتك أن تخلص عملك ودينك * (للدين حنيفا) * يعني إستقم على ذلك مستقيما والحنف في اللغة هو الميل والإقبال على شيء لا يرجع عنه أبدا لهذا سمي الرجل أحنف إذا كان أصابع رجليه مائلا بعضها إلى بعض ثم قال تعالى * (ولا تدع من دون الله) * يعني لا تعبد غير الله * (ما لا ينفعك ولا يضرك) * يعني ما لا ينفعك إن عبدته ولا يضرك إن عصيته وتركت عبادته * (فإن فعلت) * ذلك يعني فإن عبدت غير الله * (فإنك إذا من الظالمين) * يعني الضارين أنفسهم قوله تعالى * (وإن يمسسك الله بضر) * يعني إن يصيبك الله بشدة أو بلاء * (فلا كاشف له إلا هو) * يعني لا دافع لذلك الضر إلا هو يعني لا تقدر الأصنام على دفع الضر عنك * (وإن يردك بخير) * يعني إن يصبك بسعة في الرزق وصحة في الجسم * (فلا راد لفضله) * يعني لا مانع لعطائه * (يصيب به) * يعني بالفضل * (من يشاء من عباده) * من كان أهلا لذلك * (وهو الغفور) * لذنوب المؤمنين * (الرحيم) * بهم
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»