تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ١١٥
الحق * (وضل عنهم) * يعني اشتغل عنهم آلهتهم بأنفسهم * (ما كانوا يفترون) * يعني يختلفون من الكذب الأوثان فلا يكون لهم شفاعة ويقال بطل افتراؤهم وإضمحل سورة يونس 31 - 33 قوله تعالى * (قل من يرزقكم من السماء) * يعني قل يا محمد للمشركين من يرزقكم من السماء المطر ومن * (والأرض) * النبات " أمن يملك السمع والأبصار " يعني يخلق لكم السمع والأبصار * (ومن يخرج الحي من الميت) * يعني ومن يقدر أن يخرج الحي من الميت يعني الفرخ من البيضة * (ويخرج الميت من الحي) * يعني البيضة من الطير والنطفة من الإنسان والمؤمن من الكافر والكافر من المؤمن * (ومن يدبر الأمر) * يعني من يقدر أن يدبر الأمر بين الخلق وينظر في تدبير الخلائق ويقال من يرسل الملائكة بالأمر * (فسيقولون الله) * يفعل ذلك كله لا الأصنام لأن الأصنام لم يكن لهم قدرة في هذه الأشياء * (فقل أفلا تتقون) * الشرك فتوحدونه إذ تعلمون أنه لا يقدر أحد أن يفعل هذه الأشياء إلا الله تبارك وتعالى ويقال * (أفلا تتقون) * أي تطيعون الله الذي يملك ذلك ثم قال تعالى * (فذلكم الله ربكم الحق) * وغيرة من الآلهة باطل ليس بشيء * (فماذا بعد الحق إلا الضلال) * يعني فما عبادتكم بعد ترك عبادة الله تعالى إلا عبادة الشيطان ويقال فماذا بعد التوحيد إلا الشرك * (فأنى تصرفون) * يعني فمن أين تمتنعون عن الإيمان بالله ويقال * (فأنى تصرفون) * عن هذا الأمر بعد المعرفة وقال مقاتل فمن أين تعدلون به غيره ويقال كيف ترجعون عن هذا الإقرار ثم قال * (كذلك حقت كلمة ربك) * يعني هكذا وجبت كلمة العذاب من ربك كقوله * (ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين) * [الزمر: 71] ويقال وجبت كلمة ربك وهو قوله * (لأملأن جهنم) * [الأعراف: 18] وقوله تعالى * (على الذين فسقوا) * يعني كفروا بربهم * (أنهم لا يؤمنون) * يعني لا يصدقون بعلم الله تعالى السابق فيهم ويقال * (أنهم لا يؤمنون) * يعني لأنهم لا يؤمنون فوجب عليهم العذاب بترك إيمانهم قرأ نافع وابن عامر " كلمات ربك " بلفظ الجماعة وقرأ الباقون * (كلمة ربك) * وكذلك الاختلاف في قوله " إن الذين حقت عليهم كلمت ربك " [يونس: 96] سورة يونس 34 - 35
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»