تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ١١٤
سنة حتى إبيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى إسودت فهي سوداء كالليل المظلم قرأ ابن كثير والكسائي * (قطعا) * بجزم الطاء وهو اسم ما قطع منه يعني طائفة من الليل قرأ الباقون * (قطعا) * بنصب الطاء يعني جمع قطعة وإنما أراد به سواد الليل * (مظلما) * صار نصبا للحال أي في حالة الظلام * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * أي مقيمون سورة يونس 28 - 30 قوله تعالى * (ويوم نحشرهم جميعا) * هذا كله في يوم نجمعهم جميعا يعني الكفار وآلهتهم * (ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم) * يعني قفوا أنتم وآلهتكم ويقال الرؤساء والأتباع * (فزيلنا بينهم) * يعني ميزنا وفرقنا بين المشركين وبين آلهتهم وأصله في اللغة من زال يزول وأزلته وزيلته بمعنى واحد ويقال فرقنا ما بينهم من التواصل والألفة يعني بين الرؤساء والأتباع ويقال يأمر الله تعالى أن تلحق كل أمة بما كانوا يعبدون من دون الله فيفرق بين أهل الملل فذلك قوله * (فزيلنا بينهم) * يعني بين أهل الشرك وأهل الإسلام ثم قال للمشركين ماذا كنتم تعبدون فينكرون ويحلفون ثم يقرون بعدما يختم على أفواههم وتشد أعضاؤهم أنهم كان يعبدون الأصنام * (وقال شركاؤهم) * يعني آلهتهم لمن عبدها * (ما كنتم إيانا تعبدون) * في الدنيا بأمرنا ولا نعلم بعبادتكم إيانا ولم تكن فينا روح فنعقل عبادتكم إيانا فيقول من عبدها قد عبدناكم وأمرتمونا فأطعناكم فقالت الآلهة * (فكفى بالله شهيدا) * يعني عالما * (بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين) * يعني ولم نعلم أنكم تعبدوننا والفائدة في إحضار الأصنام أن يظهر عند المشركين ضعف معبودهم فيزيدهم حسرة على ذلك ثم قال تعالى * (هنالك تبلو كل نفس) * قرأ حمزة والكسائي " تتلوا كل نفس " بالتاءين يعني عند ذلك تقر كل نفس برة أو فاجرة * (ما أسلفت) * يعني ما عملت من خير أو شر وهذا قوله * (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) * [الإسراء: 71] ويقال تتلو يعني تتبع كقوله تعالى * (والقمر إذا تلاها) * [الشمس: 2] يعني يتبعها وقرأ الباقون * (تبلو) * بالتاء والباء يعني عند ذلك تجد ويقال تظهر كقوله * (يوم تبلى السرائر) * [الطارق: 9] وقال القتبي أي يختبر ثم قال * (وردوا إلى الله مولاهم الحق) * يعني رجعوا في الآخرة إلى الله مولاهم
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»