وروى ربيع بن أنس عن ابن العالية عن أبي بن كعب في قوله * (وإذ أخذ ربك من بني آدم) * الآية قال جمعهم جميعا فجعلهم أرواحا ثم صورهم ثم استنطقهم ثم قال * (ألست بربكم قالوا بلى) * شهدنا بأنك ربنا قال فإني أرسل إليكم رسلي وأنزل عليكم كتبي فلا تكذبوا رسلي وصدقوا بوعدي وأخذ عهدهم وميثاقهم فنظر إليهم آدم فرأى منهم الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك فقال آدم رب لو سويت بين عبادك فقال إني أحببت أن أشكر قال والأنبياء يومئذ مثل السرج فأخذ عليهم ميثاق الرسالة أن يبلغوها فهو قوله تعالى " وإذ أخذنا من النبين ميثاقهم " الأحزاب 7 الآية قال الفقيه أخبرني الثقة بإسناده عن مالك بن أنس عن زيد بن أبي أنيسة أن عبد الحميد بن عبد الرحمن عن زيد بن الخطاب أخبره عن مسلم بن يسار أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية فقال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن هذه الآية فقال إن الله تعالى خلق آدم ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح على ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل فقال إن الله تعالى إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله النار وبهذا احتج الجبرية أنه ما يعمل عبد عملا من خير أو شر إلى ما قدره الله تعالى يوم الميثاق وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال لما خلق الله تعالى آدم أخرج ذريته من ظهر مثل الذر فقال لأصحاب اليمين هؤلاء في الجنة ولا أبالي وقال للآخرين هؤلاء في النار ولا أبالي وروى أسباط عن السدي في قوله تعالى * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم) * الآية قال لما أخرج الله تعالى آدم من الجنة قبل أن يهبط من السماء مسح صفحة ظهر آدم اليمنى فأخرج منه ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ كهئية الذر فقال ادخلوا الجنة برحمتي ومسح صفحة ظهره اليسرى فأخرج منه ذرية كهيئة الذر سودا فقال لهم ادخلوا النار ولا أبالي فذلك حين يقول أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ثم أخذ منهم الميثاق فقال * (ألست بربكم قالوا بلى) * فأجابه طائفة طائعين وطائفة كارهين فقال هو والملائكة شهدنا أن يقولوا يوم القيامة * (إنا كنا عن هذا غافلين) * فلما روي فيه من الأخبار من طرق شتى لا يجوز ردها ويرجع الطعن إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجب على الطاعن أن يطعن في فهم نفسه لا في الصحابة وهذا كقوله
(٥٧٧)