تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٤٣٨
يفرق قال له مجاهد كان عبد الله يقرأ متتابعات قال طاوس فهن أيضا متتابعات وروى مالك عن حميد عن مجاهد قال كان أبي يقرأ فصيام ثلاثة أيام متتابعات في كفارة اليمين ثم قال * (ذلك) * يعني الذي ذكرنا * (كفارة أيمانكم) * عن الطعام والكسوة والعتق والصوم * (إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم) * يعني ليعلم الرجل ما حلف عليه فليكفر يمينه إذا حنث * (كذلك يبين الله لكم آياته) * يعني أمره ونهيه * (لعلكم تشكرون) * أي لكي تشكروا رب هذه النعمة إذ جعل لكم مخرجا من أيمانكم بالكفارة والكفارة في اللغة التغطية يعني يغطي إثمه سورة المائدة 90 - 93 قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) * نزلت هذه الآية في شأن سعد بن أبي وقاص لأنهم كانوا يشربونها وكانت حلالا لهم فجرى بين سعد وبين رجل من الأنصار افتخار في الأنساب فاقتتلا فشج رأس سعد فدعا عمر بن الخطاب فقال اللهم أرنا رأيك في الخمر فإنها متلفة للمال مذهبة للعقول فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة " يسئلونك عن الخمر والميسر " البقرة 219 فقال عمر اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية * (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان) * يعني حرام وهو من تزيين الشيطان * (فاجتنبوه) * يعني شربها ولم يقل فاجتنبوها لأنه انصرف إلى المعنى ومعناه اجتنبوا ما ذكرناه ونهاكم عن ذلك كقوله * (كلوا من ثمره إذا أثمر) * الأنعام 141 ولم يقل من ثمرها ثم قال تعالى * (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله) * يعني عن طاعة الله * (وعن الصلاة) * لأنهم منعوا عن الصلاة إذا كانوا سكارى ولأنه إذا سكر لا يعقل الطاعة وأداء الصلاة ثم قال * (فهل أنتم منتهون) * يعني انتهوا عن شربها فقال عمر قد انتهينا يا رب وعن عطاء بن يسار أن رجلا قال لكعب الأحبار أحرمت الخمرة في التوراة قال نعم هذه الآية * (إنما الخمر والميسر) * مكتوبة في التوراة إنا أنزلنا الحق لنذهب به الباطل ونبطل به
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»