تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٤٣٩
اللعب والدفف والمزامير والخمر مرة لشاربها أقسم الله تعالى بعزته وجلاله أن من أنتهكها في الدنيا أعطشته يوم القيامة ومن تركها بعدما حرمتها لأسقينها إياه في حظيرة القدس قيل وما حظيرة القدس قال الله هو القدس وحظيرته الجنة قال تعالى * (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) * يعني في تحريم الخمر " وحذروا " عن شربها * (فإن توليتم) * يقول أعرضتم عن طاعة الله وطاعة الرسول * (فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) * فهذا تهديد لمن شرب الخمر بعد التحريم فلما نزلت هذه الآية قال حيي بن أخطب فما حال من مات منهم وهم يشربونها فعيروا بذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عن ذلك فنزلت هذه الآية * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) * يعني شربوا قبل تحريمها ويقال إن بعض الصحابة كانوا في سفر فشربوا منها بعد التحريم ولم يعرفوا تحريمها فلما رجعوا سألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل " وليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا " يعني شربوا قبل تحريمها * (إذا ما اتقوا) * الشرك * (وآمنوا) * يعني صدقوا بوحدانية الله تعالى والقرآن * (وعملوا الصالحات ثم اتقوا) * المعاصي * (وآمنوا) * يعني صدقوا تحريمها * (ثم اتقوا) * شربها * (وأحسنوا) * العمل وتركوا شربها بعد تحريمها * (والله يحب المحسنين) * في أفعالهم ويقال معناه ليس عليهم جناح فيما طعموا قبل تحريمها إذا اجتنبوا شربها بعد تحريمها وروى عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال شرب نفر من أهل الشام الخمر وعليهم يومئذ معاوية بن أبي سفيان وقالوا هي حلال لنا وتأولوا قوله تعالى * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) * فكتب معاوية في ذلك إلى عمر فكتب إليه عمر رضي الله عنه أن ابعثهم إلي قبل أن يفسدوا من قبلك فلما قدموا على عمر جمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما ترون فقالوا إنهم قد افتروا على الله كذبا وشرعوا في دينه ما لم يأذن به الله فاضرب أعناقهم وعلي كرم الله وجهه ساكت فقال يا أبا الحسن ما ترى في هؤلاء قال أرى أن تستتيبهم فإن تابوا فاضربهم ثمانين جلدة وإن لم يتوبوا فاضرب أعناقهم فاستتابهم فتابوا فضربهم ثمانين جلدة وأرسلهم سورة المائدة 94 - 95
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»