تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٤٠٦
* (فتنقلبوا) * أي فتصيروا * (خاسرين) * بفوات الدرجات ووجوب الدركات أي مغبونين في العقوبة فبعث موسى عليه السلام اثني عشر رجلا من كل سبط رجلا يأتيهم بخبر الجبارين فلما أتوهم لقيهم بعض أصحاب تلك المدينة فجاؤوا وأخذوا أصحاب موسى عليه السلام فجعل كل رجلين من أصحاب موسى عليه السلام في كم رجل من الجبارين حتى جاؤوا بهم إلى الملك ويقال لقيهم رجل واحد اسمه عوج فاحتملهم في ثوبه وأتى بهم حتى ألقاهم بين يدي الملك فنظر إليهم وقال هؤلاء يريدون أن يأخذوا مدينتنا فأراد قتلهم فقالت امرأته أيش تصنع بقتل هؤلاء الضعفاء ويكفيهم ما رأوا من أمر القوم وأمر هذه البلدة فأنعم عليهم ودعهم حتى يرجعوا ويذهبوا إلى موسى وقومه بالخبر فأرسلهم الملك وأعطاهم عنقودا من العنب فحملوه على عمودين فرجعوا إلى موسى عليه السلام وقالوا فيما بينهم لا تخبروا قوم موسى بهذا الخبر فإنهم يجبنون عن القتال والله تعالى قد وعد لموسى بأن يفتح عليهم هذه البلدة ولا تخبروا أحدا سوى موسى فلما رجعوا أخبروا بخبرهم القوم إلا اثنين منهم وهما يوشع بن نون وكالوب بن يوقنا فلما أمر موسى قومه بدخول البلدة * (قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين) * قال مقاتل يعني طول كل رجل منهم ستة أذرع ونصف وقال الكلبي طول كل رجل منهم ثمانون ذراعا وقال الزجاج الجبار من الآدميين العاتي وهو الذي يجبر الناس على ما يريد ثم قال * (وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها) * يعني من تلك البلدة وهي الأرض المقدسة واسمها إيلياء ويقال مدينة أخرى يقال لها أريحا * (فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) * * (قال رجلان) * يعني يوشع بن نون وكالوب ابن يوقنا * (من الذين يخافون) * الله تعالى * (أنعم الله عليهما) * بالإسلام ويقال من الذين يخافون الجبارين * (أنعم الله عليهما) * فلم يخافا وصدقا في مقالتهما * (ادخلوا عليهم الباب) * وهي أريحا أو إيلياء * (فإذا دخلتموه فإنكم غالبون) * يعني أن القوم إذا رأوا كثرتكم انكسرت قلوبهم وانقطعت ظهورهم فتكونوا غالبين * (وعلى الله فتوكلوا) * يعني فثقوا بأنه ناصركم * (إن كنتم مؤمنين) * يعني مصدقين بوعد الله تعالى فقال لهم موسى ادخلوا عليهم * (قالوا يا موسى) * أتصدق الاثنين وتكذب العشرة * (إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا) * يعني قل لربك أن ينصرك عليهم كما نصرك على فرعون وقال أبو عبيدة يعني اذهب فقاتل وليقاتل معك ربك وليتم أمرك كما أتم قبل ذلك فهو يعنيك فإنا لا نستطيع قتال الجبارين ويقال * (اذهب أنت وربك) * يعني أنت وسيدك وهارون لأن هارون كان أكبر منه بسنتين أو بثلاث سنين " فقاتلا إنا ههنا قاعدون " فغضب موسى عليه السلام من قولهم * (قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي) * هارون وقال الزجاج * (لا أملك إلا نفسي وأخي) * يحتمل معنيين أي لا أملك إلا نفسي وأخي لا يملك إلا نفسه ويحتمل لا أملك إلا نفسي وأخي لأن أخاه كان مطيعا له فهو يملك طاعته ثم
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»