تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٤٧
وقد قيل * (ألم) * الألف الله واللام جبريل والميم محمد صلى الله عليه وسلم ويكون معناه الله الذي أنزل جبريل على محمد بهذا القرآن لا ريب فيه وقال بعضهم كل حرف هو افتتاح اسم من أسماء الله تعالى فالألف مفتاح اسمه الله واللام مفتاح اسمه لطيف الميم مفتاح اسمه مجيد ويكون معناه الله اللطيف المجيد أنزل الكتاب وروي عن محمد بن علي الترمذي الحكيم أنه قال إن الله تعالى أودع جميع ما في تلك السورة من الأحكام والقصص في الحروف التي ذكرها في أول السورة ولا يعرف ذلك إلا نبي أو ولي ثم بين ذلك في جميع السور ليفقه الناس وروي عن الشعبي أنه قال إن لله تعالى سرا خفيا جعله في كتبه وإن سره في القرآن هو الحروف المقطعة وروي عن عمر وعثمان وابن مسعود رضي الله عنهم أنهم قالوا الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر وعن علي رضي الله عنه أنه قال (هو اسم من أسماء الله تعالى فرقت حروفه في السور) يعني أن هاهنا قد ذكر * (ألم) * وذكر * (الر) * في موضع آخر * (حم) * في موضع آخر * (نون) * في موضع آخر فإذا جمع يكون * (الرحمن) * كذلك سائر الحروف إذا جمع يصير اسما من أسماء الله وذكر عن قطرب أنه قال المشركون كانوا لا يسمعون القرآن كما قال الله تعالى * (والغوا فيه لعلكم تغلبون) * فصلت 26 فأراد أن يسمعهم شيئا لم يكونوا سمعوه ليحملهم ذلك على الاستماع حتى يلزمهم الحجة وقال بعضهم إن المشركين كانوا يقولون لا نفقه هذا القرآن لأنهم قالوا * (قلوبنا في أكنة) * فصلت 5 فأراد الله أن يبين لهم أن القرآن مركب على الحروف التي ركبت عليها ألسنتكم فما لكم لا تفقهون وإنما أراد بذكر بعض الحروف تمام الحروف كما أن الرجل يقول علمت ولدي ألف باء تاء ثاء وإنما يريد جميع الحروف ولم يرد به الحروف الأربعة خاصة وقال بعضهم هو شعار السور وكان اليهود أعداء الله فسروه على حروف الجمل لأنه ذكر أن جماعة من اليهود منهم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وأبو ياسر بن الأخطب ومالك بن الضيف وشعبة بن عمرو دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا بلغنا أنك قرأت * (ألم ذلك الكتاب) * فإن كنت صادقا فيكون بقاء أمتك إحدى وسبعين سنة لأن
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»