معاني القرآن - النحاس - ج ٣ - الصفحة ٢٦٧
بنفسه، فإذا وجه سرية تخلف بعضهم، ليسمعوا الوحي، والأمر والنهي، فيخبروا به من كان غائبا.
وروى علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس وما كان المؤمنون لينفروا كافة انها ليست في الجهاد، ولكن لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر بالسنين، أجدبت بلادهم، فكانت القبيلة تقبل بأسرها، حتى يحلوا بالمدينة من الجهد، وأجهدوهم، فأنزل الله عز وجل، يخبر رسوله صلى الله عليه وسلم أنهم ليسوا مؤمنين، فردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عشائرهم، وحذر قومهم أن يفعلوا فعلهم، فذلك قوله سبحانه ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون.
وبهذا الإسناد قال: يعني ما كان المؤمنون لينفروا جميعا، ويتركوا النبي صلى الله عليه وسلم وحده. والتأويلان متقاربان، والمعنى: إنهم لا ينفرون كلهم، ويدعون حفظ أمصارهم وعمرانها، ومنع الأعداء
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»