تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٩ - الصفحة ٢٩٣٠
الأرواح، فيميد الناس علي ظهرها وهي التي يقول الله تبارك وتعالى: يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة ابصارها خاشعة فتذهل المراضع وتضع الحوامل وتشيب الولدان، وتطير الشياطين هاربة من الفزع حتى تأتي الأقطار، فتاتيها الملائكة فتضرب وجوهها فترجع، ويولي الناس مدبرين، ينادي بعضهم بعضا. وهي التي يقول الله تبارك وتعالى: يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم فبينا الناس على ذلك إذ انصدعت الأرض فانصدعت من قطر إلى قطر فراو امرا عظيما لم يروا مثله، فاخذهم لذلك من الكرب والهول مالله به عليم، ثم نظروا إلى السماء فإذا هل كالمهل انشقت من قطر، إلى قطر فخسف بشمسها وقمرها وانتثرت نجومها قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: والأموات لا يعلمون بشيء من ذلك. قوله تعالى: الا من شاء 16628 به، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طائفة من أصحابه قال: ان الله عز وجل امر إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول له انفخ نفخة الفزع، فينفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل السماوات والأرض الا من شاء الله فقال: أبو هريرة: يا رسول الله فمن استثنى الله حين يقول: ففزع من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله فقال: أولئك الشهداء، فهم احياء عند ربهم يرزفقون وقاهم الله فزع ذلك اليوم، وامنهم منه وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه.
هو الذي يقول الله تبارك وتعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ممكنون في البلاء الا من شاء الله يطول ذلك عليهم، ثم يأمر الله إسرافيل بنفخة الصعق فيقول له: انفخ نفخة الصعق، فيصعق أهل السماوات والأرض الا من شاء الله فإذا هم خمدوا جاء ملك الموت فقال: يا رب قد مات أهل السماء والأرض الا من شئت.
فيقول الله تبارك وتعالى: فمن بقي؟ وهو اعلم، فيقول: يا رب بقيت أنت
(٢٩٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2925 2926 2927 2928 2929 2930 2931 2932 2933 2934 2935 ... » »»