تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٨ - الصفحة ٢٧٧٨
ملكه فجعل لا تلد امرأة غلاما في ذلك الشهر من تلك السنة الا امر به فذبح فلما وجدت أم إبراهيم الطلق خرجت ليلا إلى مغارة كانت قريبا منها فولدت فيها إبراهيم وأصلحت من شانه ما يصنع بالمولود ثم سدت عليه المغارة ثم رجعت إلى بيتها ثم كانت تطالعه في المغارة لتنظر ما فعل فتجده حيا يمص ابهامه والله أعلم فيما يزعمون - ان الله عز وجل جعل رزق إبراهيم فيها وما يجيئه من مصه، وكان ازر فيما يزعموا سال أم إبراهيم، عن حملها ما فعل فقالت: ولدت غلاما فمات فصدقها وسكت عنها فكان اليوم فيما يذكرون على إبراهيم في الشباب كالشهر والشهر كالسنة فلم يمكث إبراهيم صلى الله عليه وسلم في المغارة فيما يذكرون الا خمسة عشر شهرا حتى قال لامه اخرجيني فأخرجته عشاء فنظر فتفكر في خلق السماوات والأرض وقال: ان الذي خلقني ورزقني واطعمني وسقاني لربي مالي اله غيره. قوله عز وجل: إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون 15692 حدثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدى قال: فجعل إبراهيم يدعوا قومه وينذرهم فكان أبوه يصنع الأصنام فيعطيها ولده فيبيعونها وكان يعطيه فينادي: من يشتري ما يضره ولا ينفعه فرجع اخوته وقد باعوا أصنامهم ويرجع إبراهيم باصنامه كما هي: قوله: قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين 15693 حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة قوله: لها عاكفين عابدين. قوله تعالى: قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون 15694 وبه عن قتادة قال: هل يسمعونكم إذ تدعون؟ هل تجيبكم الهتكم إذا دعوتموهم؟
15695 حدثنا محمد بن العباس مولى بني هاشم، ثنا عبد الرحمن بن سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق قال رجع إبراهيم إلى أبيه ازر وقد استقامت وجهته وعرف رده وبرىء من دين قومه الا انه لم يباديهم بذلك اخبره انه ابنه وأخبرته أم إبراهيم انه ابنه وأخبرته بما كانت صنعت في حقه فسر بذلك ازر وفرح
(٢٧٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2773 2774 2775 2776 2777 2778 2779 2780 2781 2782 2783 ... » »»