تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٦ - الصفحة ١٨٤٨
ما فعل ثعلبة؟ فقالوا: يا رسول الله، اتخذ غنما فضاقت عليه المدينة، وأخبروه بأمره فقال: يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة، قال: وانزل الله - تبارك وتعالى: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وانزل الله عليه فرائض الصدقة، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلين على الصدقة رجلا من جهينة ورجلا من بني سليم، وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة وأسنان الإبل، وأمرهما ان يخرجا فيأخذا الصدقة، قال لهما مرا بثعلبة وبفلان رجل من بني سليم، فخذا صدقاتهما، فخرجا حتى اتيا ثعلبة فسألاه الصدقة، واقراه كتبا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما هذه الا جزية، ما هذه الا أخت الجزية، ما أدري ما هذه؟ انطلقا حتى تفرغا ثم عودا الي فانطلقا وسمع بهما السلمي فنظر إلى خيار أسنان إبله فعزلهما للصدقة ثم استقبلهم بها فلما راوها قالوا: ما يجب عليك هذا وما نريد ان نأخذ منك هذا قال: بلى فخذوا فان نفسي بذلك طيبة وانما هي لي فاخذوها منه فلما فرغا من صدقاتهما رجعا حتى مرا بثعلبة، فقال: أروني كتابكما فنظر فيه فقال: ما هذا الااخت الجزية انطلقا حتى أرى رأيي فانطلقا حتى اتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رآهما قال: يا ويح ثعلبة قبل ان يكلمهما ودعا للسلمي، فأخبراه بالذي صنع ثعلبة، والذي صنع السلمي فانزل الله فيه: ومنهم من عاهد الله لئن اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون إلى قوله: يكذبون وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فانطلق حتى اتي ثعلبة فقال: ويح ياثعلبة قد انزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى اتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله ان يقبل منه صدقته فقال: ان الله قد منعني ان اقبل منك صدقتك فجعل يحثو علي رأسه التراب فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني فلما أبي ان يقبض منه شيئا رجع إلى منزله وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقبل منه شيئا اتى أبا بكر حين استخلف فقال: قد علمت منزلتي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وموضعي من الأنصار فاقبل صدقتي فقال أبو بكر: لم يقبلها منك رسول الله واقبلها انا! فقبض أبو بكر ولم يقبلها فلما ولى عمر اتاه فقال: يا أمير المؤمنين اقبل صدقتي فقال: لم يقبلها منك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أبو بكر وانا اقبلها منك! فلم يقبضها فقبض عمر ولم يقبلها ثم ولى عثمان فاتاه فسأله ان يقبض صدقته فقال: لم يقبلها منك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
(١٨٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1843 1844 1845 1846 1847 1848 1849 1850 1851 1852 1853 ... » »»