تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٥ - الصفحة ١٧٣١
فاضرب عنقه فان هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها وقادتها فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت. فلما كان من الغد جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر قاعدين يبكيان، فقلت: يا رسول الله أخبرني من اي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فان وجدت بكاء بكيت وان لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبكي للذي عرض علي أصحابك من اخذهم الفداء لقد عرض علي عذابكم ادني من هذه الشجرة، شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم، وانزل الله عز وجل ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الأرض الآية.
9151 حدثنا أبي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: لما كان يوم بدر وجئ بالاساري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في هؤلاء الأسارى؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله قومك وصلك استبقهم واستانهم لعل الله ان يتوب عليهم، فقال عمر: يا رسول الله أخرجوك وكذبوك فاضرب أعناقهم فقال عبد الله بن رواحة يا رسول الله انضر واديا كثير الحطب فأدخلهم، فيه ثم اضرمه عليهم نارا فقال العباس وهو في الاسرى تسمع ما يقولون قطعتك رحمك، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجبهم شيئا فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس: يأخذ بقول عمر وقال ناس: يأخذ بقول ابن رواحة، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ان الله لين قلوب رجال فيه حتى تكون الين من اللين، وان الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وان مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال: فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال إن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ومثلك يا عمر كمثل نوح قال: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا
(١٧٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1726 1727 1728 1729 1730 1731 1732 1733 1734 1735 1736 ... » »»