تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٣ - الصفحة ٧٨٧
في موطن كما نصر يوم أحد فأنكرنا ذلك عليه. فقال: ابن عباس: بيني وبين من انكر ذلك كتاب الله، ان الله يقول في يوم أحد: ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم باذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون وانما في بهذا الرماة، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في موضع، ثم قال: احموا ظهورنا، وان رايتمونا نقتل فلا تنصرونا، وان رايتمونا قد غنمنا فلا تشركونا، فلما غنم النبي صلى الله عليه وسلم، وأباحوا عسكر المشركين انتفضت الرماة جميعا، فدخلوا العسكر ينتهبون، وقد انتفضت صفوف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم كذى، وشبك أصابع يديه والتبسوا، فلما اخلى الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها، دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فضرب بعضهم بعضا التبسوا، وقتل من المشركين ناس كثير، وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أول النهار، حتى قتل المشركين أصحاب لواء المشركين تسعة أو سبعة، وجال المشركون جولة نحو الجبل ولم يبلغوا حيث يقول الناس: الغر انما كانوا تحت المهراس، وصاح الشيطان: قتل محمد، فلم يشكوا به انه حق، فما زلنا كذلك ما نشك انه قد قتل حتى طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين السعدين نعرفه بكتفيه إذا مشى قال: ففرحنا حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا، فرقى نحونا وهو يقول: اشتد غضب الله على قوم رموا وجه رسول الله، ويقول مرة أخرى: اللهم انه ليس لهم ان يعلونا حتى انتهى الينا، مكث ساعة، فإذا أبو سفيان: في أسفل الجبل: اعل هبل.. اعل هبل يعني الهه - اين ابن أبي كبشة؟ اين ابن أبي قحافة؟ اين ابن الخطاب؟ فقال عمر: الا أجيبه يا رسول الله؟ قال: فلما قال: اعل هبل. قال عمر: الله أعلى واجل. قال أبو سفيان يا ابن الخطاب اين ابن أبي كبشة؟ اين ابن أبي قحافة؟ اين ابن أبي الخطاب؟ فقال عمر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أبو بكر، وها انا ذلك. فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر، الأيام دول، والحرب سجال. قال عمر: لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، قال: انكم تزعمون ذاك لقد خبنا إذا وخسرنا، ثم قال: اما انكم ستجدون في قتلاكم مثله، ولم يكن ذلك عن رأي سراتنا، ثم أدركته حمية الجاهلية قال: اما انه إذا كان ذلك لم نكرهه.
(٧٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 782 783 784 785 786 787 788 789 790 791 792 ... » »»