تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٣ - الصفحة ٩٩٤
صلى الله عليه وسلم، ثم قال: اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر واسترعى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزبير حقه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل لك أشار على الزبير اي أراد فيه السعة له وللأنصاري، فلما احفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصاري استرعى للزبير حقه في صريح الحكم، فقال الزبير: وما احسب هذه الآية الا في نزلت فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما أحدهما يريد على صاحبه بذلك.
5559 حدثنا أبي ثنا عمرو بن عثمان ثنا أبو حيوة ثنا سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن المسيب في قوله: فلا وربك لا يؤمنون الآية: قال: أنزلت في الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلتعة اختصهما في ماء، فقض النبي صلى الله عليه وسلم ان يسقى الاعلى ثم الأسفل. الوجه الثاني:
5560 أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنبأ ابن وهب، أخبرني عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود قال: اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقضى بينهما، فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر بن الخطاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، انطلقا إلى عمر، فلما اتيا عمر قال الرجل: يا ابن الخطاب قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا، فقال: ردنا إلى عمر حتى اخرج اليكما فاقضي بينكما، فخرج اليهما، مشتملا على سيفه فضرب الذي قال: ردنا إلى عمر فقتله، وادبر الاخر فارا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، قتل عمر والله صاحبي ولو ما اني اعجزته لقتلني، فقا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كنت أظن ان يجترئ عمر على قتل مؤمنين، فانزل الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فهدر دم ذلك الرجل وبرئ عمر من قتله، فكره الله ان يسن ذلك بعد، فقال: ' ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم ' إلى قوله: وأشد تثبيتا.
(٩٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 989 990 991 992 993 994 995 996 997 998 999 ... » »»