تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٢ - الصفحة ٥٧٣
الوجه الثالث:
3058 حدثنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلى، حدثني أبي، حدثنا عمي الحسين، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، قوله: وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فذلك سر عملك وعلانيته يحاسبك به الله، وليس من عبد مؤمن، يسر في نفسه خيرا ليعمل به فان عمل به، كتبت له عشر حسنات، وان هو لم يقدر له ان يعمل كتب له به حسنة، من اجل انه مؤمن، والله يرضى سر المؤمنين وعلانيتهم، وان كان سوءا، حدث به نفسه، اطلع الله عليه، اخبره به، يوم تبلى السرائر، فان هو لم يعمل به، لم يؤاخذ الله به، حتى يعمل به فان هو عمل به، تجاوز الله عنه، كما قال: اولائك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم. وروى عن مقاتل بن حيان، انه بلغه، ان ابن عباس، كان يقول إذا دعى الناس إلى الحساب، يحاسب العبد بما عمل، وينظر في عمله ويخبره الله بما وما أسر في نفسه، ولم يعمله، ولم تكن الملائكة، تطلع عليه حاسبه بما اعلن 1 أسروا في أنفسهم، وعلمه الله، فلم يخف عليه منه شيء. فهذه المحاسبة.
3059 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا بن علية، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد 2 وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه قال: من اليقين والشك. قوله: يحاسبكم به الله 3060 حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عفان، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا العلاء بن عبد الرجمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال لما نزلت لله ما في السماوات وما في الأرض وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله قال: اتوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى حثوا على الركب، فقالوا يا رسول الله: كلفنا الصلاة والصيام والجهاد والصدقة. فاما هذا، فانا لا نطيقه ان نبدي ما في أنفسنا أو نخفيه، يحاسبنا به الله. فقال: تريدون ان تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا، ولا لكن قولوا: سمعنا وأطعنا حتى إذا ذلت بها ألسنتهم انزل الله التخفيف فقال: امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل
(٥٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 568 569 570 571 572 573 574 575 576 577 578 ... » »»