تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٦٠
ثم خوفهم، فقال جل وعز: * (أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم) * ثم بين ما هو، فقال جل وعز: * (من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض) * فتبتلهم * (أو نسقط عليهم كسفا من السماء) * يعني جانبا من السماء فنهلكهم بها * (إن في ذلك لآية) * يعني عبرة * (لكل عبد منيب) * [آية: 9] مخلص بالتوحيد.
تفسير سورة سبأ من الآية (10) إلى الآية (14).
* (ولقد آتينا داود) * أعطينا داود * (منا فضلا) * النبوة كقوله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة النساء: * (وكان فضل الله عليك عظيما) * [النساء: 113]، يعني النبوة والكتاب، فذلك قوله عز وجل * (ولقد آتينا داود منا فضلا) * النبوة والزبور وما سخر له من الجبل والطير والحديد ثم بين ما أعطاه، فقال عز وجل: * (يا جبال أوبى معه) * سبحي معه مع داود، عليه السلام، يقول: اذكري الرب مع داود، وهو التسبيح، ثم قال عز وجل: * (و) * سخرنا له * (والطير وألنا له الحديد) * [آية: 10] فكان داود، عليه السلام، يضفر الحديد ضفر العجين من غير نار، فيتخذها دروعا طوالا.
فذلك قوله عز وجل: * (أن اعمل سابغات) * الدروع الطوال، وكانت الدروع قبل داود إنما هي صفائح الحديد مضروبة، فكان داود، عليه السلام، يشد الدروع بمسامير ما يقرعها بحديد ولا يدخلها النار، فيقرع من الدروع في بعض النهار، وبعض الليل، بيده ثمن ألف درهم، قال لداود: * (وقدر في السرد) * يقول: قدر المسامير في الخلق ولا تعظم المسامير فتنقصم ولا تضفر المسامير فتسلس، ثم قال الله عز وجل لآل داود: * (وأعملوا صلحا) * يعني قولوا الحمد لله * (إني بما تعملون بصير) * [آية: 11].
ثم ذكر ابنه سليمان، عليهما السلام، وما أعطاه الله عز وجل من الخير والكرامة،
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»