تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٥٦
لعل الساعة) * يعني القيامة * (تكون قريبا) * [آية: 63].
* (إن الله لعن الكافرين) * يعني كفار مكة * (وأعد لهم سعيرا) * [آية: 64] يعني وقودا.
* (خلدين فيها أبدا لا يجدون وليا) * يمنعهم * (ولا نصيرا) * [آية: 65] يعني ولا مانعا يمنعهم من العذاب * (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا) * [آية: 66] يعني محمدا صلى الله عليه وسلم.
* (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا) * فهذا قول الأتباع من مشركي العرب من أهل مكة، قالوا: ربنا إنا أطعنا سادتنا، نزلت في اثني عشر رجلا وهم المطعمون يوم بدر فيهم أبو جهل بن هشام، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، وكبراءنا، يعني ذوي الأسنان منا في الكفر * (فأضلونا السبيلا) * [آية: 67] يعني المطعمين في غزوة بدر والمستهزئين من قريش فأضلونا عن سبيل الهدى، يعني التوحيد.
ثم قال الأتباع: * (ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب) * يعنون القادة والرؤوس من كفار قريش * (والعنهم لعنا كبيرا) * [آية: 68] يعني عظيما، يعني اللعن على أثر اللعن.
تفسير سورة الأحزاب من الآية (69) إلى الآية (71).
* (يا أيها الذين ءامنوا لا تكونوا كالذين ءاذوا موسى) * وذلك أن الله عز وجل وعظ المؤمنين ألا يؤذوا محمدا فيقولون زيد بن محمد، فإن ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم أذى كما آذت بنو إسرائيل موسى وزعموا أنه آدر. وذلك أن موسى، عليه السلام، كان فيه حياء شديد وكان لا يغتسل في نهر، ولا غيره إلا عليه إزار، وكان بنو إسرائيل يغتسلون عراة، فقالوا: ما يمنع موسى أن يتجرد كما نتجرد إلا أنه آذر، فانطلق موسى، عليه السلام، ذات يوم يغتسل في عين بأرض الشام، واستتر بصخرة، ووضع ثيابه عليها ففرت الصخرة بثيابه، وأتبعها موسى، عليه السلام، متجردا، فلحقها فضربها بعصاه، وكان موسى، عليه السلام، لا يضع العصا من يده حيث ما كان، وقال لها: ارجعي إلى مكانك، فقالت: إنما أنا عبد مأمور لم تضربني فردها إلى مكانها فنظرت إليه بنو إسرائيل، فإذا هو من أحسن الناس خلقا وأعدلهم صورة، وكان سليما ليس الذي قالوا، فذلك قوله عز وجل: * (فبرأه الله مما قالوا) * إنه آدر * (وكان عند الله وجيها) * [آية: 69] يعني مكينا.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»