سورة الفيل مكية، عددها خمس آيات كوفي تفسير سورة الفيل (1) إلى الآية (5).
* (ألم تر) * ألم تعلم يا محمد * (كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) * [آية: 1] يعني أبرهة بن الأشرم اليماني وأصحابه، وذلك أنه كان بعث أبا يكسوم بن أبرهة اليماني الحبشي، وهو ابنه، في جيش كثيف إلى مكة، ومعهم الفيل ليخرب البيت الحرام، ويجعل الفيل مكان البيت بمكة، ليعظم ويعبد كتعظيم الكعبة، وأمره أن يقتل من حال بينه وبين ذلك، فسار أبو يكسوم بمن معه حتى نزل بالمعمس، وهو واد دون الحرم بشئ يسير، فلما أرادوا أن يسوقوا الفيل إلى مكة لم يدخل الفيل الحرم، وبرك، فأمر أبو يكسوم أن يسقوه الخمر، فسقوه الخمر ويردونه في سياقه، فلما أرادوا أن يسوقوه برك الثانية، ولم يقم، وكلما خلوا سبيله ولي راجعا إلى الوجه الذي جاء منه يهرول، ففزعوا من ذلك وانصرفوا عامهم ذلك، فلما أن كان بعده بسنة أو بسنتين خرج قوم من قريش في تجارة إلى أرض النجاشي، حتى دنوا من ساحل البحر في سند حقف من أحقافها ببعية النصارى، وتسميها قريش الهيكل، ويسميها النجاشي وأهله أرضة ما سر حسان، فنزل القوم في سندها، فجمعوا حطبا، وقدوا نارا، وشووا لحما.
فلما أرادوا أن يرتحلوا تركوا النار، كما هي في يوم عاصف، فعجبت الريح واضطرم الهيكل نارا، فانطلق الصريخ إلى النجاشي، وجاءه الخبر فأسف عند ذلك غضبا للبيعة، وسمعت بذلك ملوك العرب الذين هم بحضرته، فأتوا النجاشي منهم حجر بن شرحبيل، وأبو يكسوم الكنديان، وأبرهة بن الصباح الكندي، فقالوا: أيها الملك، لا تكاد ولا تغلب، نحن مؤازرون لك على كعبة قريش التي بمكة، فإنها فخرهم ومعتزهم على من