تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٧١
عظم الرب عز وجل نفسه، فقال: * (إنه هو يبدئ ويعيد) * [آية: 13] يقول:
بدأ خلق النفس من نطفة ميتة ويحيه، ثم قال: * (وهو الغفور) * للذنوب الكبائر لمن تاب منها * (الودود) * [آية: 14] يقول: الشكور للعمل الصالح القليل إذا رضوه، يقول: اشكر العمل اليسير حتى أضاعفه للواحد عشرة فصاعدا، ثم عظم الرب تبارك وتعالى، نفسه فقال: * (ذو العرش) * فإنه ما خلق الله عز وجل خلقا أعظم من العرش لأن السماوات والأرض قد غابتا تحت العرش كالحلقة في الأرض الفلاة.
ثم قال: * (المجيد) * [آية: 15] الجواد الكريم * (فعال لما يريد) * [آية: 16] يقول:
ليس يريد شيئا إلا فعله، يقول:
إن العبد يفرق من سيده أن يفعل ما يشاء، والسيد يفرق من أميره الذي هو عليه، والأمير يفرق من الملك، والملك يفرق من الله عز وجل، والله عز وجل لا يفرق من أحد أن يفعل، فذلك قوله تعالى: * (فعال لما يريد) *.
تفسير سورة البروج من الآية (17) إلى الآية (22).
* (هل) * يعنى قد * (أتتك حديث الجنود) * [آية: 17] في القرآن * (فرعون وثمود) * [آية:
18] قد عرفت ما فعل الله عز وجل يقوم فرعون، حيث ساروا في طلب، عليه السلام، وبنى إسرائيل، وكانوا ألف ألف وخمس مائة ألف، فساقهم الله تعال بآجالهم إلى البحر، فغرقهم الله أجمعين فمن الذي جاء يخاصمني فيهم، قال: * (وثمود) * وهم قوم صالح حيث عقروا الناقة وكذبوا صالحا ثم تمتعوا في دارهم ثلاثة أيام، فجاءهم العذاب يوم السبت غدوة حين نهضت الشمس * (فدمدم عليهم ربهم بذنبهم) * وجبريل، عليه السلام، الذي كان دمدم، لأنه صرخ صرخة فوقع بيوتهم عليهم فسواها، يقول: فسوى البيوت على قبورهم، لأنهم لما استيقنوا بالهلكة عمدوا فحفروا قبورا في منازلهم، وتحنطوا بالمر والصبر، قال: فسواها يقول: استوت على قبورهم، قال: فهل جاء أحد يخاصمني فيهم، فذلك قوله: * (ولا يخاف عقباها) * [الشمس: 15]، قال: فاحذروا يا أهل مكة، فأنا المجيد الحق الذي ليس فوقي أحد.
ثم استأنف، فقال: * (بل الذين كفروا في تكذيب) * [آية: 19] يقول:
لكن يا محمد الذين كفروا لا يؤمنون، فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وقرأ عليهم سأله رجل من جلسائه عن
(٤٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 ... » »»