تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٢٠
الملائكة والنبيين، * (فما لهم عن التذكرة معرضين) * [آية: 49] عن التذكرة يعنى عن القرآن معرضين، نزلت هذه الآية في كفار قريش حين أعرضوا، ولم يؤمنوا بالحمر الوحشية المذعورة.
فقال: * (كأنهم حمر مستنفرة) * [آية: 50] بتركهم القرآن إذا سمعوا منه مثل الحمر * (فرت من قسورة) * [آية: 51] يعني الرماة وقالوا الأسد * (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى) * يقول:
يعطى * (صحفا منشرة) * [آية: 52] فيها كتاب من الله تعالى، وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم، كان الرجل من بني إسرائيل ذنبه وكفارة ذنبه يصبح مكتوبا عند رأسه، فهلا ترينا مثل هؤلاء الآيات إن كنت رسولا كما تزعم، فقال جبريل: إن شئت فعلنا بهم كفعلنا ببني إسرائيل، وأخذناهم بما أخذنا به بني إسرائيل، فكره النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: ليصبح عند رأس كل رجل منا كتاب منشور من الله بأن آلهتنا باطل، وأن الإله الذي في السماء حق، وأنك رسول، وأن الذي جئت به حق، وتجئ معك بملائكة يشهدون بذلك كقوله ابن أبي أمية في سورة بني إسرائيل يقول الله تبارك وتعالى:
* (كلا) * لا يؤمنون بالصحف التي أرادوها.
ثم استأنف، فقال: * (بل) * لكن * (لا يخافون) * عذاب * (الآخرة) * [آية: 53] * (كلا إنه تذكرة) * [آية: 54] يعني القرآن * (فمن شاء ذكره) * [آية: 55] يعنى فهمه، يعنى القرآن، ثم قال: * (وما يذكرون) * يعنى وما يشهدون * (إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة) * [آية: 56] يعنى الرب تبارك وتعالى نفسه، يقول: هو أهل أن يبقى ولا يعصى، وهو أهل المغفرة لمن يتوب عن المعاصي.
* *
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»