تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٣٨٣
ثم أخبر الله تعالى عن المؤمنين، وما أعد لهم في الآخرة، فقال: * (إن الذين يخشون ربهم بالغيب) * ولم يروه، فأمتوا * (لهم مغفرة) * للذنوبهم * (وأجر كبير) * [آية: 12] يعني جزاء كبيرا في الجنة * (وأسروا قولكم) * في النبي صلى الله عليه وسلم في القلوب * (أو اجهروا به) * يعني أو تكلموا به علانية، يعني به كفار مكة * (إنه عليم بذات الصدور) * [آية: 13] يعني بما في القلوب.
ثم قال: * (ألا يعلم من خلق) * يقول: أنا خلقت السر في القلوب، ألا أكون عالما بما أخلق من السر في القلوب * (وهو اللطيف الخبير) * [آية: 14] يعني لطف علمه بما في القلوب، خبير بما فيها من السر والوسوسة.
تفسير سورة الملك من الآية (15) فقط.
قوله: * (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا) * يقول: أثبتها بالجبال لئلا تزول بأهلها * (فامشوا) * يعني فمروا * (في مناكبها) * يعني في نواحيها وجوانبها آمنين كيف شئتم * (وكلوا من رزقه) * الحلال * (وإليه النشور) * [آية: 15] يقول: إلى الله تبعثون من قبوركم أحياء بعد الموت.
تفسير سورة الملك من الآية (16) إلى الآية (17).
ثم خوف كفار مكة، فقال: * (أأمنتم) * عقوبة * (من في السماء) * يعني الرب تبارك وتعالى، نفسه لأنه في السماء العليا * (أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور) * [آية: 16] يعني فإذا هي تدور بكم إلى الأرض السفلى، مثل قوله: * (يوم تمور السماء مورا) * [الطور: 9].
ثم قال: * (أم أمنتم) * عقوبة * (من في السماء) * يعني الرب عز وجل * (أن يرسل عليكم حاصبا) * يعني الحجارة من السماء كما فعل بمن كان قبلكم من كفار العرب الخالية قوم لوط وغيره * (فستعلمون) * يا أهل مكة عند نزول العذاب * (كيف نذير) * [آية:
17] يقول: كيف عذابي.
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»