تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٢٠١
سورة الدخان مكية، عددها تسع وخمسون آية كوفي تفسير سورة الزخرف (1) إلى الآية (10).
* (حم) * [آية: 1]. * (والكتاب المبين) * [آية: 2]، يعني البين ما فيه. * (إنا أنزلناه) *، يعني القرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، إلى السفرة من الملائكة، وهم الكتبة، وكان ينزل من اللوح المحفوظ كل ليلة قدر، فينزل الله عز وجل من القرآن إلى السماء الدنيا، على قدر ما ينزل به جبريل، عليه السلام، في السنة إلى مثلها من العام المقبل، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر، * (في ليلة مباركة) *، وهي ليلة مباركة.
قال: وقال مقاتل:
نزل القرآن كله من اللوح المحفوظ إلى السفرة في ليلة واحدة ليلة القدر، فقبضه جبريل صلى الله عليه وسلم من السفرة في عشرين شهرا، وأداه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة، وسميت ليلة القدر ليلة مباركة، لما فيها من البركة والخير، ثم قال: * (إنا كنا منذرين) * [آية: 3]، يعني بالقرآن.
* (فيها يفرق كل أمر حكيم) * [آية: 4]، يقول: يقضي الله في ليلة القدر كل أمر محكم من الباطل ما يكون في السنة كلها إلى مثلها من العام المقبل من الخير، والشر، والشدة، والرخاء، والمصائب.
يقول الله تعالى: * (أمرا من عندنا) *، يقول: كان أمرا منا، * (إنا كنا مرسلين) * [آية:
5]، يعني منزلين هذا القرآن.
أنزلناه * (رحمة من ربك) *، لمن آمن به، * (إنه هو السميع) * لقولهم، * (العليم) * [آية: 6] به.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»