تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ١٩٥
ممصرتان، دهين الرأس، معه حربة، يقتل بها الدجال، يقول: نزول عيسى من السماء علامة للساعة، * (فلا تمترن بها) *، يقول: لا تشكوا في الساعة، ولا في القيامة أنها كائنة، قوله: * (واتبعون هذا صراط مستقيم) * [آية: 61].
ثم قال: * (ولا يصدنكم الشياطن) * عن الهدى، * (إنه لكم عدو مبين) * [آية: 62]، يعني بين.
* (ولما جاء عيسى) *، يعني بني إسرائيل، * (بالبينات) *، يعني الإنجيل، * (قال) * لهم:
* (قد جئتكم بالحكمة) *، يعني الإنجيل، فيه بيان الحلال والحرام، * (ولأبئن لكم بعض الذي تختلفون فيه) *، من الحلال والحرام، فبين لهم ما كان حرم عليهم من الشحوم، واللحوم، وكل ذي ظفر، فأخبرهم أنه لهم حلال في الإنجيل، غير أنهم يقيمون على السبت، * (فاتقوا الله) * ولا تعبدوا غيره، * (وأطيعون) * [آية: 63] فيما آمركم به من النصيحة، فإنه ليس له شريك.
* (إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه) *، يعني وحدوه، * (هذا) *، يعني هذا التوحيد، * (صرط) *، يعني دين، * (مستقيم) * [آية: 64].
* (فاختلف الأحزاب من بينهم) *، في الدين، والأحزاب هم: النسطورية، والماريعقوبية، والملكانية، تجازبوا من بينهم في عيسى، عليه السلام، فقالت النسطورية: عيسى ابن الله، وقالت الماريعقوبية: إن الله هو المسيح ابن مريم، وقالت الملكانية: إن الله ثالث ثلاثة، * (فويل للذين ظلموا) *، يعني النصارى الذين قالوا في عيسى ما قالوا، * (من عذاب يوم أليم) * [آية: 65]، يعني يوم القيامة، وإنما سماه أليما لشدته.
ثم رجع إلى كفار قريش، فقال: * (هل ينظرون إلا الساعة) *، يعني يوم القيامة، * (أن تأتيهم بغتة) *، فجأة، * (وهم لا يشعرون) * [آية: 66] بجيئتها.
ثم قال: * (الأخلاء) * في الدنيا، * (يومئذ) * في الآخرة، * (بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) * [آية: 67]، يعني الموحدين، نزلت في أمية بن خلف الجمحي، وعقبة بن أبي معيط، قتلا جميعا، وذلك أن عقبة كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم ويستمع إلى حديثه، فقالت قريش: قد سبأ عقبة وفارقنا، فقال له أمية بن خلف: وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمدا فلم تتفل في وجهه، حتى يعلم قومك أنك غير مفارقهم، ففعل عقبة ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' أما أنا لله على لئن أخذتك خارجا من الحرم لأهريقن دمك '، فقال له: يا
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»