تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ١٦٧
اليوم * (وفي الآخرة ولكم فيها) *، يعني في الجنة، * (ما تشتهي أنفسكم ولكن فيها ما تدعون) * [آية: 31]، يعني مما تتمنون.
هذا الذي أعطاكم الله كان * (نزلا من غفور رحيم) * [آية: 32].
قوله: * (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله) *، يعني التوحيد، * (وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) * [آية: 33]، يعني المخلصين، يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: * (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن) *، وذلك أن أبا جهل كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي مبغضا له، يكره رؤيته، فأمر بالعفو والصفح، يقول:
إذا فعلت ذلك، * (فإذا الذي بينك وبينه عدوة) *، يعني أبا جهل، * (كأنه ولي) * لك في الدين، * (حميم) * [آية: 34] لك في النسب، الشفيق عليك.
ثم أخبر نبيه، عليه السلام: * (وما يلقاها) *، يعني لا يؤتاها، يعني الأعمال الصالحة، العفو والصفح، * (إلا الذين صبروا) * على كظم الغيظ، * (وما يلقاها) *، يعني لا يؤتاها، * (إلا ذو حظ عظيم) * [آية: 35] نصيبا وافرا في الجنة، فأمره الله بالصبر، والاستعاذة من الشيطان في أمر أبي جهل.
* (وإما ينزغنك) *، يعني يفتننك في أمر أبي جهل والرد عنه، * (من الشيطان نزغ) *، يعني فتنة، * (فاستعذ بالله إنه هو السميع) * بالاستعاذة، * (العليم) * [آية: 36] بها، نظيرها في حم المؤمن: * (إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه) * [غافر: 56]، وفي الأعراف أمر أبي جهل.
* (ومن آياته) * أن يعرف التوحيد بصنعه، وإن لم تروه، * (اليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن) *، يعني الذي خلق هؤلاء الآيات، * (إن كنتم إياه تعبدون) * [آية: 37]، فسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يومئذ، فقال كفار مكة عند ذلك: بل نسجد للات، والعزى، ومناة.
يقول الله تعالى: * (فإن استكبروا) * عن السجود لله، * (فالذين عند ربك) * من الملائكة، * (يسبحون له باليل والنهار وهم لا يسئمون) * [آية: 38]، يعني لا يملون من الذكر له والعبادة، وليست لهم فترة ولا شآمة.
تفسير سورة فصلت من الآية (29) إلى الآية (42).
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»