الفرقان: * (فإنه يتوب إلى الله متابا) * [الفرقان: 71].
تفسير سورة الرعد من آية: [- 31] * (ولو أن قرءانا سيرت به الجبال) *، وذلك أن أبا جهل بن هشام المخزومي، قال لمحمد صلى الله عليه وسلم: سير لنا بقرآنك هذا الجبل عن مكة، فإنها أرض ضيقة، فتتسع فيها، ونتخذ فها المزارع والمصانع، كما سخرت لداود، عليه السلام، إن كنت نبيا كما تزعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' لا أطيق ذلك ' قال أبو جهل: فلا عليك، فسخر لنا هذه الريح، فنركبها إلى الشام، فنقضي ميرتنا، ثم نرجع من يومنا، فقد شق علينا طول السفر، كما سخرت لسليمان كما زعمت، فلست بأهون على الله من سليمان، إن كنت نبيا كما تزعم، وكان يركبها سليمان وقومه غدوة، فيسير مسيرة شهر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' لا أطيق ذلك '.
قال أبو جهل: فلا عليك، أبعث لنا رجلين أو ثلاثة ممن مات من آبائنا، منهم قصي بن كلاب، فإنه كان شيخا صدوقا، فنسأله عما أمامنا مما تخبرنا انه كائن بعد الموت أحق ما تقول أم باطل؟ فقد كان عيسى يفعل ذلك بقومه كما زعمت، فلست بأهون على الله من عيسى إن كنت نبيا كما تزعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' ليس إلى ذلك ' قال أبو جهل:
فإن كنت غير فاعل، فلا ألفينك تذكر آلهتنا بسوء، فأنزل الله تعالى: * (ولو أن قرءانا سيرت به الجبال) * * (أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) *، يقول: لو أن قرآنا فعل ذلك به قبل هذا القرآن، لفعلناه بقرآن محمد، عليه السلام، ولكنه شيء أعطيه رسلي.
فذلك قوله: * (بل لله الأمر جميعا) *، يقول: بل جميع ذلك الأمر كان من الله ليس من قبل القرآن، * (أفلم يايئس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا) * من أهل مكة، * (تصيبهم بما صنعوا قارعة) *، يقول: تصيبهم بما كفروا بالله بائقة، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزال يبعث سراياه، فيغيرون حول مكة، فيصيبون