تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٦٢
يجزى المتصدقين) * [آية: 88] لمن كان على ديننا إضمار، ولو علموا أنه مسلم لقالوا: إن الله يجزيك بصدقتك.
فلما سمع ما ذكروا من الضر، * (قال) * (لهم) * (هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه) *، يعنى بي وبأخي بنيامين، * (إذ أنتم جاهلون) * [آية: 89]، يعنى مذنبين.
* (قالوا أءنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا) *، يقول:
قد أنعم الله علينا، * (إنه من يتق) * الزنا، * (ويصبر) * على الأذى، * (فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) * [آية: 90]، يعنى جزاء من أحسن حتى يوفيه جزاءه.
* (قالوا تالله) *، يعنى والله، * (لقد ءاثرك الله علينا) *، يعنى اختارك، كقوله في طه: * (لن نؤثرك) * [طه: 72]، يعنى لن نختارك علينا عند يعقوب، وأعطاك وملكك الملك، * (و إن كنا لخاطئين) * [آية: 91] في أمرك، فأقروا بخطيئتهم.
* (قال) * يوسف: * (لا تثريب عليكم اليوم) *، يقول: لا تعيير عليكم، لم يثرب عليهم بفعلهم القبيح، * (يغفر الله لكم) * (ما فعلتم) * (وهو أرحم الراحمين) * [آية: 92] من غيره.
* (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا) * بعد البياض، * (وأتوني بأهلكم أجمعين) * [آية: 93]، فلا يبقى منكم أحد.
* (ولما فصلت العير) * من مصر إلى كنعان ثمانين فرسخا، * (قال أبوهم) * يعقوب لنبي بنيه: * (إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفتدون) * [آية: 94]، يعنى لولا أن تجهلون.
* (قالوا) * بنو بنية: * (تالله) * (والله) * (إنك لفي ضلالك القديم) * [آية: 95]، مثل قوله: * (إنا إذا لفي ضلال وسعر) * [القمر: 24]، يقول: في شقاء وعناء، يعني في شقاء من حب يوسف وذكره، فما تنساه وقد أتى عليه أربعون سنة.
* (فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه) *، فلما أتاه البشير، وهو الذي ذهب بالقميص الأول الذي كان عليه الدم، وألقى القميص على وجه يعقوب، * (فارتد) *
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»