قملا كثيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' يا كعب، أيؤذيك هوام رأسك؟ '، قال: نعم يا نبي الله، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلق، فأنزل الله عز وجل في كعب: * (فمن كان منكم مريضا) * * (أو به أذى من رأسه) *، فحلق رأسه، * (ففدية من صيام) *، فعليه فدية صيام ثلاثة أيام إن شاء متتابعا، وإن شاء متقطعا، * (أو صدقة) * على ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من حنطة، * (أو نسك) *، يعني شاة أو بقرة أو بعيرا ينحره، ثم يطعمه المساكين بمكة، ولا يأكل منه، وهو بالخيار، إن شاء ذبح شاة أو بقرة أو بعيرا، فأما كعب، فذبح بقرة.
* (فإذا أمنتم) * من الحبس من العدو عن البيت الحرام، * (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج) *، يقول: وهو يريد الحج، فإن دخل مكة وهو محرم بعمرة في غرة شوال، أو ذي القعدة، أو في عشر من ذي الحجة * (فما استيسر من الهدي) *، يعني شاة فما فوقها يذبحها فيأكل. منها ويطعم، فقال أبو هريرة، وسلمان، وأبو العرباض للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نجد الهدى، فلنصم ثلاثة أيام، فأنزل الله عز وجل فيهم: * (فمن لم يجد) * الهدى فليصم، * (فصيام ثلاثة أيام في الحج) *، في عشر الأضحى في أول يوم من العشر إلى يوم عرفة، فإن كان يوم عرفة يوم الثالث، تم صومه، ثم قال: * (وسبعة) *، يعني ولتصوموا سبعة أيام * (إذا رجعتم) * من منى إلى أهليكم، * (تلك عشرة كاملة) *، فمن شاء صام في الطريق، ومن شاء صام في أهله، إن شاء متتابعا، وإن شاء متقطعا، ثم قال: * (ذلك) * التمتع * (لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب) * [آية:
196]، يعني من لم يكن منزله في أرض الحرم كله، فمن كان أهله في أرض الحرم، فلا متعة عليه ولا صوم.
ثم قال عز وجل: * (الحج أشهر معلومات) *، يقول: من أحرم بالحج، فليحرم في شوال، أو في ذي القعدة، أو في عشر ذي الحجة، فمن أحرم في سوى هذه الأشهر، فقد أخطأ السنة، وليجعلها عمرة، ثم قال: * (فمن فرض) *، يقول: فمن أحرم * (فيهن الحج) *، أي الحج، * (فلا رفث) *، يعني فلا جماع، كقوله سبحانه: * (أحل لكم ليلة الصيام الرفث)، يعني الجماع * (إلى نسائكم) * [البقرة: 187]، * (ولا فسوق) *، يعني ولا سباب، * (ولا جدال في الحج) *، يعني ولا مراء، كقوله سبحانه: * (ما يجادل في آيات الله) * [غافر: 4]، يعني ما يمارى حتى يغضب وهو محرم، أو يغضب صاحبه وهو محرم، فمن فعل ذلك فليطعم مسكينا، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر في حجة