محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنفسهم، ومالهم وأرضهم، وأموالهم، وغائبهم، وشاهدهم، وتابعهم، ولا يغير ما كانوا عليه، ولا يغير حق من حقوقهم، ولا ملة من مللهم، ولا يغير أسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، وعلى ما تحت أيديهم من قليل وكثير، وليس عليهم ربا ولا دم جاهلية، ولا يحسرون، ولا يعشرون، ولا يطأ أرضهم حاشر، ومن سأل فيهم حقا أنصف، غير ظالمين ولا مظلومين، ومن أكل ربا من ذي قبل، فذمتي منه بريئة، ولا يؤخذ رجل منهم بطلب آخر، وكل ما كان في هذه الصحيفة جوار الله عز وجل، وذمة محمد صلى الله عليه وسلم حتى يأتي الله بأمره ما نصحوا وأصلحوا فيما لهم وعليهم غير متغلبين بظلم '.
شهد أبو سفيان بن حرب، وغيلان بن عمرو، ومالك بن عوف النضري، والأقرع ابن حابس، والمغيرة، وكتب علي بن أبي طالب، وزعم أن أبا بكر، رضي الله عنه، كتب لهم كتابا من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال:
حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الهذيل: سمعت المسيب والضرير يحدثان عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: لو كان عليا طاعنا على عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، لطعن عليه حين جاء أهل نجران ومعهم قطعة أيدم فيه كتاب عليه خاتم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا لعلي، عليه السلام: ننشدك الله كتابك بيدك، وشفاعتك بلسانك، ألا ما رددتنا إلى نجران، فقال علي، رضي الله عنه: دعوني، فإن عمر، رضي الله عنه، كان رشيد الأمر.
قال الأعمش: فسألت سالما: كيف كان إخراج عمر، رضي الله عنه، إياهم؟ قال:
كثروا حتى صاروا أربعين ألف مقاتل، فخاف المسلمون أن يميلوا عليهم، فوقع بينهم شر، فجاءوا إلى عمر، رضي الله عنه، فقالوا: قد فسد الذي بيننا، فذهبوا، فاغتنمها عمر، رضي الله عنه، ثم جاءوا إليه، فقالوا: قد اصطلحنا فأقلنا، فقال: لا والله لا أقيلكم أبدا، فأخرج فرقة إلى الشام، وفرقة إلى العراق، وفرقة إلى أرض أخرى.
قال: حدثنا عبيد الله بن ثابت، قال:
حدثني أبي، قال: حدثنا الهذيل في قوله عز وجل: تفسير سورة [آل عمران: 186]، فيها تقديم، ولم أسمع مقاتل.