المطيعين، قالوا: * (ربنا وآتنا) *، يعني وأعطنا * (ما وعدتنا على رسلك) *، يقول: أعطنا من الجنة ما وعدتنا على ألسنة رسلك، * (ولا تخزنا) *، يعني ولا تعذبنا * (يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد) * [آية: 194] فأخبر الله عز وجل بفعلهم وبما أجابهم، وأنجز الله عز وجل لهم موعوده، فذلك قوله سبحانه: * (فاستجاب لهم ربهم) *، فقال: * (أني لا أضيع عمل عامل منكم) * في الخير، * (من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا) * إلى المدينة، * (وأخرجوا من ديارهم) *، وذلك أن كفار مكة أخرجوا مؤمنيهم من مكة، ثم قال سبحانه: * (وأوذوا في سبيلي) *، يعني في سبيل دين الإسلام، * (وقاتلوا) * المشركين، * (وقاتلوا لأكفرن عنهم) *، يعني لأمحون عنهم * (سيئاتهم) *، يعني خطاياهم، * (ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار) *، يعني بجنات البساتين، ذلك الذي ذكر كان * (ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب) * [آية: 195]، يعني الجنة، نزلت في أم سلمة أم المؤمنين، رضي الله عنها، ابنة أبي أمية المخزومي حين قالت: ما لنا معشر النساء عند الله خير، وما يذكرنا بشيء ففيها نزلت: * (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات) * [الأحزاب: 35] في الأحزاب إلى آخر الآية، فأشرك الله عز وجل الرجال مع النساء في الثواب كما شاركن الرجال في الأعمال الصالحة في الدنيا.
تفسير سورة آل عمران من آية [196 - 197] * (لا يغرنك) * يا محمد صلى الله عليه وسلم * (تقلب الذين كفروا في البلاد) * [آية: 196]، نزلت في مشركي العرب، وذلك أن كفار مكة كانوا في رخاء ولين عيش حسن، فقال بعض المؤمنين: أعداء الله فيما ترون من الخير وقد أهلكنا الجهد، فأخبر الله عز وجل بمنزلة الكفار في الآخرة، وبمنزلة المؤمنين في الآخرة، فقال سبحانه: * (لا يغرنك) * يا محمد صلى الله عليه وسلم ما فيه الكفار من الخير والسعة، فإنما هو * (متاع قليل) * يمتعون بها إلى آجالهم، * (ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) * [آية: 197]، فبين الله تعالى مصيرهم.
تفسير سورة آل عمران من آية [198 - 199]