* (كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة) *، وذلك أن يعقوب بن إسحاق خرج ذات ليلة ليرسل الماء في أرضه، فاستقبله ملك، فظن أنه لص يريد أن يقطع عليه الطريق، فعالجه في المكان الذي كان يقرب فيه القربان يدعى شانير، فكان أول قربان قربه بأرض المقدس، فلما أراد الملك ان يفارقه، غمز فخذ يعقوب برجليه ليريه أنه لو شاء لصرعه، فهاج به عرق النساء، وصعد الملك إلى السماء، ويعقوب ينظر إليه، فلقى منها البلاء، حتى لم ينم الليل من وجعه، ولا يؤذيه بالنهار، فجعل يعقوب لله عز وجل تحريم لحم الإبل وألبانها، وكان من أحب الطعام والشراب إليه، لئن شفاه الله.
قالت اليهود: جاء هذا التحريم من الله عز وجل في التوراة، قالوا: حرم الله على يعقوب وذريته لحوم الإبل وألبانها، قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: * (قل) * لليهود * (فأتوا بالتوراة فاتلوها) * فاقرءوها * (إن كنتم صادقين) * [آية: 93] بأن تحريم لحوم الإبل في التوراة، فلم يفعلوا، يقول الله عز وجل يعيبهم: * (فمن افترى على الله الكذب) * بأن الله حرمه في التوراة، * (من بعد ذلك) * البيان، * (فأولئك هم الظالمون) * [آية: 94].
* (قل صدق الله) *، وذلك حين قال الله سبحانه: * (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا) * [آل عمران: 67] إلى آخر الآية، وقالت اليهود والنصارى: كان إبراهيم والأنبياء على ديننا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' فقد كان إبراهيم يحج البيت وأنتم تعلمون ذلك، فلم تكفرون بآيات الله '، يعني بالحج، فذلك قوله سبحانه: * (قل صدق الله) * * (فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا) *، يعني حاجا، * (وما كان من المشركين) * [آية: 95]، يقول: لم يكن يهوديا ولا نصرانيا.
تفسير سورة آل عمران آية [96 - 97] * (إن أول بيت) *، يعني أول مسجد، * (وضع للناس) *، يعني للمؤمنين، * (للذي ببكة مباركا) *، وإنما سمي بكة؛ لأنه يبك الناس بعضهم بعضا في الطواف، ومباركا فيه، البركة مغفرة للذنوب، * (وهدى للعالمين) * [آية: 96]، يعني المؤمنين من الضلالة لمن صلى فيه، وضلالة لمن صلى قبل بيت المقدس، وذلك أن المسلمين واليهود اختصموا في