موسى لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة (1) من الناس يسقون فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر وكان لا يطيق رفعها عن البئر إلا عشرة رجال وإذا هو ب (امرأتين تذودان) فقال لهما ما خطبكما فقالتا لا نقدر على أن نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فرفع موسى الحجر وحده فلم يستق إلا دلوا واحدا حتى رويت الغنم ثم انطلق إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير فرجعت المرأتان إلى أبيهما فحدثتا عنده بما كان فجاءته إحداهما تمشي على استحياء يعني واضعة ثوبها على وجهها ليست بخراجة ولا ولاجة (2) فقالت له إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فقال لها موسى أمشي خلفي وصفي لي الطريق فإني أخاف أن تصيب (3) الريح ثيابك فتصف لي جسدك فلما انتهت إلى أبيها قالت له يا أبت استأجره إن خير من استأجرت (4) القوي الأمين فقال لها أبوها وما علمك بقوته وأمانته فقالت أما قوته فإنه رفع الحجر وحده ولا يطيق رفعه إلا عشرة وأما أمانته فقوله أمشي خلفي وصفي لي الطريق لا تصف لي الريح جسدك أنا عبد الرحمن نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن
(٤٨٣)