الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٤٦٥
مكلفون بإيتاء حقوق ذوي القربى، والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي اعتبر قائدا للأمة الإسلامية مكلف أيضا بالعمل بهذه المسؤولية الكبيرة، فأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هم في الواقع من أوضح مصاديق القربى له (صلى الله عليه وآله وسلم). والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في طليعة المخاطبين بالآية الكريمة. لهذا السبب وهب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حقوق ذوي القربى لهم، فأعطى فاطمة فدكا، وأجرى عليهم الأخماس وغير ذلك، حيث كانت الزكاة أموالا عامة محرمة على أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرباه.
3 ثانيا: مصائب الإسراف والتبذير:
لا ريب في أن النعم الموجودة على الكرة الأرضية كافية لساكنيها، بشرط واحد، هو أن لا يبذروا هذه النعم بلا سبب، بل عليهم استثمارها بشكل معقول وبلا إفراط أو تفريط، والا فإن هذه النعم ليست غير متناهية حتى لو أسئ استثمارها والتصرف بها. وقد يؤدي الإسراف والتبذير في منطقة معينة إلى الفقر في منطقة أخرى، أو إن إسراف وتبذير الناس في هذا الزمان يسبب فقر الأجيال القادمة.
وفي ذلك اليوم الذي لم تكن فيه الأرقام والإحصاءات في متناول الإنسان، حذر الإسلام من مغبة الإسراف والتبذير في نعم الله على الأرض. لذلك فالقرآن أدان في أماكن كثيرة وبشدة المسرفين والمبذرين.
ففي الآيتين (141) من الأنعام و (31) من الأعراف نقرأ قوله تعالى: ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين.
أما في غافر (43) فنقرأ: وإن المسرفين هم أصحاب النار.
والآية (51) من الشعراء تنهى عن طاعة المسرفين: ولا تطيعوا أمر المسرفين.
أما الآية (83) من يونس فتجعل الإسراف صفة فرعونية: وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين.
(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»