الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ٢٥٣
على حياتهم! بل كان الأولى بهم لو التفتوا إلى خدمهم وعبيدهم ليعطوهم شيئا جزاء ما يقدمونه لهم من خدمات ليل نهار!...
3 هل التفاضل في الرزق من العدالة؟!...
وهنا يواجهنا سؤال يطرح نفسه: هل أن إيجاد التفاوت والاختلاف في الأرزاق بين الناس، ينسجم مع عدالة الله عز وجل ومساواته بين خلقه، التي ينبغي أن تحكم نظام المجتمع البشري؟
لأجل الإجابة، ينبغي الالتفات إلى الملاحظتين التاليتين:
1 - إن الاختلاف الموجود بين البشر في جانب الموارد المادية يرتبط بالتباين الناشئ بين الناس جراء اختلاف استعدادتهم وقابليتهم من واحد لآخر.
والتفاوت في الاستعدادين الجسمي والروحي يستلزم الاختلاف في مقدار ونوعية الفعالية الاقتصادية للأفراد، مما يؤدي إلى زيادة وارد بعض وقلة وارد البعض الآخر.
ولا شك أن بعض الحوادث والاتفاقات لها دخل في اشراء بعض الناس، الا أنه لا يمكن أن نعول عليها عند البحث لأنها ليست أكثر من استثناء، أما الضابط في أكثر الحالات فهو التفاوت الموجود في كمية وكيفية السعي (ومن الطبيعي أن بحثنا يتناول المجتمع السليم والبعيد عن الظلم والاستغلال، ولا نقصد به تلك المجتمعات المنحرفة التي تركت قوانين التكوين والنظام الإنساني جانبا وانزلقت في طرق الظلم والاستغلال).
وقد يساورنا التعجب حينما نجد بعض الفاقدين لأي مؤهل أو استعداد يتمتعون برزق وافر وجيد، ولكننا عندما نتجرد عن الحكم من خلال الظواهر ونتوغل في أعماق مميزات ذلك البعض جسميا ونفسيا وأخلاقيا، نجد أنهم يتمتعون بنقاط قوة أوصلتهم إلى ذلك (ونكرر القول بأن بحثنا ضمن إطار مجتمع
(٢٥٣)
مفاتيح البحث: الرزق (1)، الظلم (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»