فيبتدأ القول ب والله خلقكم ثم يتوفاكم.
فمنه الممات كما كانت الحياة منه، ولتعلموا بأنكم لستم خالقين لأي من الطرفين (الحياة والموت).
ومقدار عمركم ليس باختياركم أيضا، فمنكم من يموت في شبابه أو في كهولته ومنكم من يرد إلى أرذل العمر (1).
ونتيجة هذا العمر الموغل في سني الحياة لكي لا يعلم بعد علم شيئا (2).
فيكون كما كان في مرحلة الطفولة من الغفلة والنسيان وعدم الفهم.. نعم ف إن الله عليم قدير فكل القدرات بيده جل وعلا، وعطاؤه بما يوافق الحكمة والمصلحة، وكذا أخذه لا يكون إلا عندما يلزم ذلك.
ويواصل القرآن الكريم استدلاله في الآية التالية من خلال بيان أن مسألة الرزق ليست بيد الإنسان وإنما.. والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فأصحاب الثروة والطول غير مستعدين لإعطاء عبيدهم منها ومشاركتهم فيها خوفا أن يكونوا معهم على قدم المساواة: فما الذين فضلوا بردي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء.
واحتمل بعض المفسرين أن الآية تشير إلى بعض أعمال المشركين الناتجة عن حماقتهم، حينما كانوا يجعلون لآلهتهم من الأصنام سهما من مواشيهم ومحاصيلهم الزراعية، بالرغم من عدم وجود أي أثر لتلك الأحجار والأخشاب