التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٢١٥
سحر وكذب.
قال: فانتهوا إلى الجميع وقال الستة: حق، وقال الجميع: سحر وكذب.
قال: فانصرفوا على ذلك، ثم ارتاب من الستة واحد فكان فيمن عقرها، قال الراوي: فحدثت بهذا الحديث رجلا من أصحابنا يقال له: سعيد بن يزيد، فأخبرني أنه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام، فرأيت جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه، وجبل آخر بينه وبين هذا ميل.
وعن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: (كذبت ثمود بالنذر) هذا فيما كذبوا صالحا، وما أهلك الله تعالى قوما قط حتى يبعث إليهم قبل ذلك الرسل فيحتجوا عليهم فبعث الله إليهم صالحا فدعاهم إلى الله فلم يجيبوا وعتوا عليه وقالوا: لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء وكانت الصخرة يعظمونها ويعبدونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة، ويجتمعون عندها، فقالوا له: إن كنت كما تزعم نبيا رسولا فادع لنا إلهك حتى يخرج لنا من هذه الصخرة الصماء ناقة عشراء فأخرجها الله كما طلبوا منهم.
ثم أوحى الله إليه أن يا صالح قل لهم: إن الله قد جعل لهذه الناقة من الماء شرب يوم، ولكم شرب يوم، فكانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت ذلك اليوم الماء فيحلبونها فلا يبقى صغير ولا كبير إلا شرب من لبنها يومهم ذلك، فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم، ولم تشرب الناقة ذلك اليوم.
فمكثوا بذلك إلى ما شاء الله، ثم أنهم عتوا على الله ومشى بعضهم إلى بعض وقالوا اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها، لا نرضى أن يكون لها شرب يوم ولنا شرب يوم، ثم قالوا:
من الذي يلي قتلها ونجعل له جعلا ما أحب، فجاء لهم رجل أحمر، أشقر أزرق ولد الزنا لا يعرف له أب، يقال له: قدار (1)، شقي من الأشقياء، مشؤوم عليهم، فجعلوا له جعلا فلما توجهت الناقة إلى الماء الذي كانت ترده تركها حتى شربت ذلك الماء وأقبلت راجعة فقعد

1 - قال في مجمع البحرين وفي الحديث بئس العبد القاذورة وان الله يبغض العبد القاذورة القاذورة من الرجالالذي لا يبالي بما قال وما صنع والقاذورة السئ الخلق وكأن المراد به هنا الوسخ الذي لم يتنزه عن الأقذار وقد يطلق القاذورة على الفاحشة ورجل مقذار بخسه الناس انتهى والظاهر أن اسم هذا الملعون الشقي من هذه المادة.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست