تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٨
إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذا لك لآيت لقوم يتفكرون (٢١) ومن ءايته خلق السموات والارض واختلف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لايت للعلمين (٢٢) ومن ءايته منامكم باليل والنهار وابتغآؤكم من فضله إن في ذلك لايت لقوم يسمعون (٢٣) ومن ءايته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السمآء مآء فيحيي به الارض بعد موتهآ إن في ذا لك لايت لقوم يعقلون (٢٤) ومن ءايته أن تقوم السمآء والارض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الارض إذآ أنتم تخرجون (٢٥)) ثم عقب سبحانه ذكر الوعد والوعيد بما يوصل إلى الوعد وينجي من الوعيد، والمراد بالتسبيح: ظاهره الذي هو تنزيه الله جل اسمه من السوء وذكره في هذه الأوقات، وقيل: هو الصلاة (١). وقيل لابن عباس: هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ قال: نعم، وتلا هذه الآية: (تمسون) صلاة المغرب والعشاء و (تصبحون) صلاة الصبح (وعشيا) صلاة العصر (وحين تظهرون) صلاة الظهر (٢).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله): " من سره أن يكال له بالقفيز الأوفى فليقل: (فسبحن الله حين تمسون) إلى قوله: (وكذا لك تخرجون) ومثل ذلك الإخراج تخرجون من القبور وتبعثون " (٣).
(خلقكم) أي: خلق أصلكم من تراب، و (إذا) للمفاجأة، والتقدير: ثم فاجأتم وقت كونكم بشرا منتشرين في الأرض، كقوله: ﴿وبث منهما رجالا كثيرا ونساء﴾ (4). (من أنفسكم) أي: من شكل أنفسكم وجنسها لا من جنس آخر

(١) قاله ابن عباس وابن جبير والضحاك. راجع تفسير الماوردي: ج ٤ ص ٣٠٣.
(٢) تفسير الطبري: ج ١٠ ص ١٧٤.
(٣) رواه الزمخشري في الكشاف: ج ٣ ص ٤٧٢ مرسلا.
(٤) النساء: ١.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»