تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٢٣
يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجت والله بما تعملون خبير (١١) يأيها الذين ءامنوا إذا نجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة ذا لك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم (١٢) ءأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجواكم صدقت فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلواة وءاتوا الزكواة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون (١٣) ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ماهم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون (١٤) أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم سآء ما كانوا يعملون (١٥) اتخذوا أيمنهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين (١٦) لن تغنى عنهم أموا لهم ولا أولدهم من الله شيا أولئك أصحب النار هم فيها خلدون (١٧)) (تفسحوا في المجلس) توسعوا فيه، وليفسح بعضكم عن بعض، من قولهم:
افسح عني أي: تنح، ولا تتضاموا. وهو مجلس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا يتضامون فيه حرصا على القرب منه ليستمعوا منه كلامه، وقرئ: (في المجلس) على الجمع (١) وقيل: هو المجلس من مجالس القتال، وهي مراكز الغزاة كقوله: ﴿مقعد للقتال﴾ (2) وكان الرجل يأتي الصف فيقول: تفسحوا فيأبون لحرصهم على الشهادة (3) وقوله: (يفسح الله لكم) مطلق في كل ما يطلب الفسحة فيه من الرزق والمكان والقبر وغير ذلك (وإذا قيل انشزوا) انهضوا عن مجلس

(١) الظاهر أن المصنف رحمه الله قد اعتمد هنا - تبعا للكشاف - على قراءة المفرد، وهي قراءة الجمهور إلا عاصما. راجع كتاب السبعة في القراءات: ص ٦٢٨.
(٢) آل عمران: ١٢١.
(3) قاله الحسن البصري في تفسيره: ج 2 ص 340.
(٥٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 529 ... » »»