* (سلم عليكم) * متاركة وتوديع. وعن الحسن: كلمة حلم من المؤمنين (1) * (لا نبتغي الجهلين) * لا نريد مخالطتهم، ولا نطلب مجالستهم ومصاحبتهم.
* (لا تهدي من أحببت) * لا تقدر أن تدخل في الإيمان كل من أحببت أن تدخل فيه من قومك وغيرهم * (ولكن الله) * يدخل فيه * (من يشاء) * وهو من علم أن الألطاف تنفع فيه * (وهو أعلم) * بالذين يهتدون باللطف، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) حريصا على إيمان قومه وإقرارهم بنبوته، فأخبره سبحانه بأن ذلك ليس في مقدوره.
وقالوا: إن الآية نزلت في أبي طالب (2)، وقد ورد عن أئمة الهدى (عليهم السلام): أن أبا طالب مات مسلما، واجتمعت الإمامية على ذلك، وأشعاره مشحونة بالإسلام وتصديق النبي (صلى الله عليه وآله) (3).
* (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف) * أي: نستلب * (من أرضنا) * قيل: إن القائل الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف، قال: إنما نحن أكلة رأس، أي:
قليلون، ونخاف إن اتبعناك وخالفنا العرب أن يتخطفونا من أرضنا، فرد الله عليهم بقوله: * (أولم نمكن لهم حرما آمنا) * والعرب حوله يتغاورون، وهم آمنون في حرمهم لا يخافون * (يجبى) * إليهم الثمرات من كل أرض، فإذا خولهم الله ما خولهم من الأمن والرزق وهم كفرة عبدة أصنام فكيف يعرضهم للتخطف ويسلبهم الأمن إذا آمنوا به ووحدوه وصدقوا رسوله؟ (4).