كما قيل: عضد في عضد تشبيها للمنفصل بالمتصل، وسكون الهاء في " وهو " " فهو " " لهو " أحسن، لأن الحرف الواحد لا ينطق به وحده، فهو كالمتصل.
* (شركائي) * مبني على زعمهم، وهو تهكم. ومفعولا " زعم " محذوفان هنا، والتقدير: الذي كنتم تزعمونهم شركائي، وهذا جائز وإن لم يجز الاقتصار على أحد المفعولين.
و * (الذين حق عليهم القول) * الشياطين أو رؤساء الضلالة، ومعنى * (حق عليهم القول) *: وجب عليهم مقتضى القول وهو قوله: * (لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) * (1)، * (هؤلاء) * مبتدأ و * (الذين أغوينا) * صفته، وحذف العائد إلى الموصول، و * (أغويناهم) * خبر المبتدأ، والكاف صفة مصدر محذوف، وتقديره:
أغويناهم فغووا غيا مثل ما غوينا، يعنون أنهم غووا باختيارهم كما غوينا نحن باختيارنا، لأن إغواءنا لهم كان وسوسة وتسويلا لا قسرا ولجأ * (تبرأنا إليك) * منهم ومما اختاروه من الكفر * (ما كانوا إيانا يعبدون) * إنما يعبدون أهواءهم ويطيعون شهواتهم، وإخلاء الجملتين من حرف العطف إنما هو لتقريرهما معنى الجملة الأولى * (لو أنهم كانوا يهتدون) * بوجه من وجوه الحيل يدفعون به العذاب ثم يبكتون بالاحتجاج عليهم بإرسال الرسل، ويسألون سؤال تقرير الذنب.
* (فعميت عليهم الأنباء) * فصارت الأنباء مشتبهة طرق جوابها عليهم * (فهم) * كالعمي تنسد عليهم طرق الأرض * (فهم لا يتساءلون) * لا يتساءل بعضهم بعضا كما يتساءل الناس في المشكلات، لأنهم يتساوون جميعا في عمى الأنباء عليهم وعجزهم عن الجواب، والمراد بالنبأ: الخبر عما أجاب به المرسل إليه رسوله.
* (فأما من تاب وآمن وعمل صلحا فعسى أن يكون من المفلحين