رحمنا وسقى لنا، قال لإحداهما: علي به، فرجعت فتبعها موسى، فألصقت الريح ثوبها بجسدها فوصفته، فقال لها: إمشي خلفي وأريني السمت بقولك، فلما قص عليه قصته * (قال لا تخف) * فلا سلطان لفرعون بأرضنا، و * (القصص) * مصدر سمي به المقصوص.
* (قالت إحداهما) * وهي كبراهما، وهي التي ذهبت به، وهي التي تزوجها.
وروي أن شعيبا قال لها: وكيف علمت قوته وأمانته؟ فذكرت إقلال الحجر ونزع الدلو، وأنه صوب رأسه حتى أبلغته رسالته وأمرها بالمشي خلفه، وفي قولها حكمة جامعة (1) لأنه إذا حصلت الأمانة والكفاية في القيام بالأمر فقد تم المراد.
* (تأجرني) * من أجرته إذا كنت له أجيرا، و * (ثمني حجج) * ظرف له * (فمن عندك) * أي: فإتمامه من عندك، يعني: لا أوجبه عليك ولا ألزمكه، ولكنك إن فعلت فهو تبرع منك * (وما أريد أن أشق عليك) * بإتمام الأجلين وإيجابه * (من الصالحين) * في حسن المعاملة ولين الجانب. * (ذلك) * مبتدأ و * (بيني وبينك) * خبره، أي: ذلك الذي قلته وعاهدتني فيه قائم بيننا لا تخرج عنه، أي أجل * (قضيت) * من الأجلين: الثماني أو العشر، فلا يعتدى * (على) * في طلب الزيادة عليه، و * (ما) * مؤكدة لإبهام " أي " زائدة في شياعها، والوكيل: الذي وكل الأمر إليه، ولما استعمل بمعنى الشاهد والمهيمن عدي ب * (على) *.
* (فلما قضى موسى الاجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون (29) فلما أتاها نودي من شطر الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العلمين (30)