تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٢ - الصفحة ٧٣٣
وقيل: * (فرغا) * صفرا من العقل حين سمعت بوقوعه في يد فرعون (1)، ونحوه: * (وأفئدتهم هواء) * (2) أي: لا عقول فيها. قال حسان:
ألا أبلغ أبا سفيان عني * فأنت مجوف نخب هواء (3) * (إن كادت لتبدي به) * معناه: أنها كادت تذكر موسى فتقول: يا ابناه، من شدة الوجد * (لولا أن ربطنا على قلبها) * بإلهام الصبر * (لتكون من) * المصدقين بوعد الله في * (إنا رادوه إليك) *، وقيل: كادت تخبر أنها أمه لما رأته عند فرعون لشدة سرورها به (4)، والهاء في * (به) * لموسى، والمراد بأمره وقصته.
* (وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون (11) وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون (12) فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون (13) ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين (14) ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين (15) قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم (16)) *

(١) قاله مالك كما حكاه القرطبي في تفسيره: ج ١٣ ص ٢٥٥.
(٢) إبراهيم: ٤٣.
(٣) وهو من قصيدة يهجو بها أبا سفيان لما بلغه هجاؤه للنبي (صلى الله عليه وآله). راجع ديوان حسان بن ثابت: ص ٢٨.
(٤) قاله ابن مسعود. راجع تفسير القرطبي: ج ١٣ ص ٢٥٦.
(٧٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 728 729 730 731 732 733 734 735 736 737 738 ... » »»